لماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الرابع

وجعل الظلمات والنور إن الحديث عن "النور" لا يمكن أن يمر دون الحديث عن "الظلمات" وموقعها في الخلق عامة والقرآن خاصة. يقول عز من قائل في سورة الأنعام: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ". وقد ولد عن هذه الآية بشكل خاص أفكار كثيرة تميز فيها القول بأن الظلمات سبقت النور. ولا نتفق مع هذا القول كما سآتي عليه لاحقا. وهذا هو ما قال به علماء الطبيعة…

Continue Readingلماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الرابع

لماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الثالث

ما هو النور؟ لا يغيب عن المتابع للقرآن أن يتنبه الى أنه تعالى، برغم قوله "الله نور السموات والأرض 1"، فانه تعالى جاء بكلمة "نور" في آيات عدة في الكتاب فقال، على سبيل المثال لا الحصر، "واتبعوا النو الذي اُنزل معه 2"، وقال عز من قائل "نورهم يسعى بين أيديهم"، وقال العليم العلام "ربنا أتمم لنا نورنا 3" ووصف قمره فقال تعالى "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا 4". وعند النظر الى هذه…

Continue Readingلماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الثالث

لماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الثاني

ما أول ما أوجده الله؟ يقول عز من قائل في سورة البقرة في ما يعرف بآية الكرسي والتي لم يأت اسمها اعتباطا بل لعلة: "اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"…

Continue Readingلماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الثاني

لماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الأول

الحمد لله على مأ أعطى وأخذ وابتلى وأبلى والصلاة والسلام على المبعوث بالنور وآله الكتاب المسطور مقدمة هذه محاولة مني لفهم الخلق وعلته من أجل التوصل لمعرفة علة وجودي على هذه الأرض، فبعد عمر قضيته في دراسة علوم الطبيعة ونصفه في دراسة القرآن خرجت بنتيجة أنه لا بد من إمكانية التوفيق بين الإثنين فكانت هذه الأفكار، والتي أود إشراك الآخرين بها، والتي قد تبدو وكأنها غير مترابطة أحيانا لكنها صادقة في أنها هي كذلك…

Continue Readingلماذا الخَلقُ، وكيف؟ – الجزء الأول

سؤال من القرآن – بين محمد وموسى

بسم الله الرحمن الرحيم قال عز من قائل في خطابه لإم موسى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"(القصص/7). فأعلمنا العليم العلام أن أم موسى علمت بعيد ولادته أنه سيكون رسول قومه. ولا يمكن لعاقل إلا أن يستنتج أن أم موسى فعلت ما كانت ستفعله كل أم في أنها أخبرت ابنها بما أوحي أليها من شانه. وهكذا فان موسى…

Continue Readingسؤال من القرآن – بين محمد وموسى

مسائل من القرآن: ما هو النسخ في القرآن

إنه حديث قديم، لكنه كذلك حديث وطويل ذلك الذي يتعلق بالنسخ في القرآن وما يعنيه. فقد مضت قرون والناس يحومون حول آية في الكتاب اتخذها عدد من الشراح ومن يسمون فقهاء حجة لتفسير ما استعصى عليهم فهمه. فكلما أشكل على المسؤول شرح آية في الكتاب لما يبدو تعارضا مع آية أخرى فإنه يعمد الى قوله تعالى “ما ننسخ من آية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير” (البقرة 2:106) ليؤكد ان الآية موضع السؤال قد نسختها، بمعنى أبطلتها أو أزالتها، آية أخرى. وقد سودت الصفحات وألفت الكتب حول الناسخ والمنسوخ في القرآن حتى ليوشك جزء كبير من القرآن أن يصبح غير عامل. وقد توسع عدد من الكتاب في الحديث عن النسخ حتى لتكاد تحسب مؤلف هذا الكتاب عن الناسخ والمنسوخ في القرآن شريكاً في التنزيل! (المزيد…)

Continue Readingمسائل من القرآن: ما هو النسخ في القرآن

مسائل من القرآن – باب لمن بعث الرسول النبي الأمي

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل من القرآن – باب لمن بعث الرسول النبي الأمي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله بعده،

 

قال عز من قائل   وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ” (9 /122)

وقال جل وعلا ” ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّـهَ قِيَـٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًا سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ” (3/191)

فأمر تعالى بالتفكر في خلقه طمعاً في استنباط الحكمة من الخلق.

إن ما سيأتي بعد هذا من أبواب هي محاولة مني في عرض مسائل واجهتها في تفكري. وعرضها لا يتبع منهجية معينة إنما يأتي كما يقتضيه الحال وبما يسمح به مقلب الأحوال، بعضها سيكون على شكل أسئلة دون تعليق وبعضها مع تعليق وبعضها ربما مع شرح موجز لكن الهدف من الجميع يبقى دفع المتلقي للتفكر والبحث عن جواب.

(المزيد…)

Continue Readingمسائل من القرآن – باب لمن بعث الرسول النبي الأمي

مسائل من القرآن – باب الملائكة والجن والإنس

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل من القرآن – باب الملائكة والجن والإنس

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله بعده،

 

قال عز من قائل  “وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا۟ كَآفَّةًۭ ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌۭ لِّيَتَفَقَّهُوا۟ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُوا۟ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓا۟ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” (9 /122)

وقال جل وعلا “ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَـٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًۭا سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ” (3/191)

فأمر تعالى بالتفكر في خلقه طمعاً في استنباط الحكمة من الخلق.

إن ما سيأتي بعد هذا من أبواب هي محاولة مني في عرض مسائل واجهتها في تفكري. وعرضها لا يتبع منهجية معينة إنما يأتي كما يقتضيه الحال وبما يسمح به مقلب الأحوال، بعضها سيكون على شكل أسئلة دون تعليق وبعضها مع تعليق وبعضها ربما مع شرح موجز لكن الهدف من الجميع يبقى دفع المتلقي للتفكر والبحث عن جواب.

ولا بد من التذكير بأني في كل ما أكتبه ألزم نفسي بمبادئ معينة منها:

(المزيد…)

Continue Readingمسائل من القرآن – باب الملائكة والجن والإنس

مسائل من القرآن – باب الجنة والنار

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل من القرآن – باب الجنة والنار

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله بعده،

 

قال عز من قائل  “وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا۟ كَآفَّةًۭ ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌۭ لِّيَتَفَقَّهُوا۟ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُوا۟ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓا۟ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” (9 /122)

وقال جل وعلا “ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَـٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًۭا سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ” (3/191)

فأمر تعالى بالتفكر في خلقه طمعاً في استنباط الحكمة من الخلق.

إن ما سيأتي بعد هذا من أبواب هي محاولة مني في عرض مسائل واجهتها في تفكري. وعرضها لا يتبع منهجية معينة إنما يأتي كما يقتضيه الحال وبما يسمح به مقلب الأحوال، بعضها سيكون على شكل أسئلة دون تعليق وبعضها مع تعليق وبعضها ربما مع شرح موجز لكن الهدف من الجميع يبقى دفع المتلقي للتفكر والبحث عن جواب.

(المزيد…)

Continue Readingمسائل من القرآن – باب الجنة والنار

مسائل من القرآن – باب خلق السماوات والأرض

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل من القرآن

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد وآله بعده،

 

قال عز من قائل  “وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا۟ كَآفَّةًۭ ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌۭ لِّيَتَفَقَّهُوا۟ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُوا۟ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓا۟ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ” (9 /122)

وقال جل وعلا “ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَـٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَـٰطِلًۭا سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ” (3/191)

فأمر تعالى بالتفكر في خلقه طمعاً في استنباط الحكمة من الخلق.

إن ما سيأتي بعد هذا من أبواب هي محاولة مني في عرض مسائل واجهتها في تفكري. وعرضها لا يتبع منهجية معينة إنما يأتي كما يقتضيه الحال وبما يسمح به مقلب الأحوال، بعضها سيكون على شكل أسئلة دون تعليق وبعضها مع تعليق وبعضها ربما مع شرح موجز لكن الهدف من الجميع يبقى دفع المتلقي للتفكر والبحث عن جواب. (المزيد…)

Continue Readingمسائل من القرآن – باب خلق السماوات والأرض