لماذا تأجل الغزو؟

حين كتبت قبل عشرة أيام “متى ستغزى سورية؟” قلت إني لست أكتب عن نبوءة لكنها قراءة في الحدث والتأريخ. ولا أعتقد أن أياً مما قلته ثبت خطله. ولن أعيد اليوم ماقلته بالأمس.

 فما الذي جرى وماذا يمكن أن يحدث غداً أو بعد غد؟

إن مما لا شكل فيه هو أن الغزو لم يلغ لأن المشروع لم ولن يتغير، أي ان الغزو قد يقع في أي مستقبل قريب إذا ظلت العوامل الفاعلة هي ذاتها ولم تتغير قواعد اللعبة بسبب عمل نقوم به نحن. ولن أخوض اليوم في موضوع ما يمكن أن يحصل لكني أكتب، بهدف الإستفادة من التجربة، عن سبب تأجيل الغزو والذي كان متوقعا أن يتم هذا الإسبوع وفي كل حال قبل ذهاب أوباما لمؤتمر الدول العشرين وذلك لكي يكون الغزو قد أصبح حقيقة وعلى الباقين أن يتعاملوا معه على  ذلك الأساس رغم أن سورية ليست مدرجة على جدول الأعمال.

(المزيد…)

Continue Reading لماذا تأجل الغزو؟

متي ستغزى سورية؟

لست أريد أن أدعي لنفسي التنبؤ بما سيحدث…ولست أريد أن أثير أحداً بما أكتبه.. إنما أكتب لأني أشعر بالخطر المحدق بهذه الأمة.

كنت قد حذرت من الخطر القادم قبل أكثر من عام حين كتبت أن الزمن ليس في صالح سورية.. ذلك أن الصهيونية ليست في عجلة من أمرها حيث إنها تستطيع أن تنتظر كي يرهق عدوها قبل أن تهاجمه.

وحين كتبت ان على سورية أن تحسم الوضع عسكرياً في أسرع وقت فإني كنت  أعني أن يتم هذا بأي ثمن لأن أي تسويف يسمح للصهيونية أن تمعن في تنفيذ مشروعها….

مسكين ذلك المحلل الذي قدمته قناة سورية الفضائية اليوم وهو يتحدث عن المجتمع الدولي الذي سيوقف الإرهابيين لأن هذا المجتمع سوف يكون هدفاً لتلك المجموعات… مسكين لأنه لم يتعلم مما حدث في العراق، ومسكين لأنه يعتقد أن المجموعات الإرهابية تمتلك القدرة الفنية أو العسكرية على التحرك لوحدها لكي تهدد أوربا وكأن الأدوات المنفذة في سورية ليست سوى بهائم تقوم بعمل محدد ينتهي بحددود ما كلفت به.. (المزيد…)

Continue Reading متي ستغزى سورية؟

لماذا يجب على سورية أن تغير قواعد المعركة؟

مقدمة

حين صرح سيد المقاومة مؤخراً أن هناك مشروعاً لتدمير لبنان فإنه أصاب ولا شك. لكنه أغفل أن يذكر كما يغفل الثوار في سورية أن مشروع تدمير دول الهلال الخصيب والتي تشكل حدود وأمن شبه جزيرة العرب كان قد أتخذ منذ أدركت الصهوينة أن مشروع الدولة الوطنية، والذي أوجده اتفاق سايكس – بيكو، فشل في خلق النظام السياسي الموالي لها في الوطن العربي. وقد بوشر بتنفيذ مشروع التدمير هذا في غزو العراق عام 1991 والذي وافق عليه كل النظام السياسي العربي وأغلب الجمهور العربي رغم كل ما يقوله البعض اليوم عن معارضته لذلك الغزو…. فلو صدق أي منهم لقاد سيارة محملة بالطعام لإطعام أطفال العراق أثناء سنوات حصار الإبادة الإثنتي عشرة. (المزيد…)

Continue Reading لماذا يجب على سورية أن تغير قواعد المعركة؟

لماذا ثبت الأسد وسقط مرسي وحمد، ثم ماذا بعد؟

ليس هذا عنوان شماتة بالساقطين وان كانوا يستحقونها. لكنه عنوان واقع يقتضي الدراسة لإستخلاص العبر وقراءة ما يمكن أن يحدث. ذلك لإن ما جرى ويجري في الوطن العربي منذ أكثر من عامين من الخطورة والجسامة ما يجعل من المستحيل أن يفهم أويشرح في مقال أو مقالين. وقد يخطئ المتابع في فهم حقيقة ما يجري ليس فقط بسبب نقص في الموضوعية في جوهر البحث عند عرب اليوم، وهو حقيقة، وإنما للطبيعة المعقدة للمرحلة والتي تشكل في نظري أخطر مرحلة منذ تقسيم المشرق العربي في سايكس بيكو.

(المزيد…)

Continue Reading لماذا ثبت الأسد وسقط مرسي وحمد، ثم ماذا بعد؟

ما سبب الخلاف بين “الإخوان” و “السلفيين”؟

لا يمكن لأي متابع للحدث هذه الأيام إلا أن يسمع التساؤل التالي: “لماذا سعت السعودية وأيدت إسقاط مرسي ووقف السلفيون مع إزاحته؟”.  ولم أسمع جوابا سليما لهذا التساؤل (ولا أعني أن أحدا آخر لا يمتلك تفسيرا، إلا أني لم أسمعه). وقد دفعني لكتابة هذه الأسطر أن الوزير السابق عبد الحليم مراد، وهو السياسي القومي المتمكن في نظري، عجز في الإجابة على هذا السؤال حين وجهته له قناة الميادين هذا اليوم.

فماذا يجري؟

(المزيد…)

Continue Reading ما سبب الخلاف بين “الإخوان” و “السلفيين”؟

ماحقيقة السلاح الكيميائي وسط هذا الضجيج؟

إذا لم يدرك المواطن العادي حقيقة موضوع السلاح الكيميائي فهو معذور، لكن الكتاب والمحللين يتحملون مسؤولية تأريخية في تنوير الناس بشرح الغامض فإن لم يفعلوا فإنهم يضلونهم إذا كتبوا في موضع ما عن جهالة. وموضوع السلاح الكيميائي الذي أكثر الصهاينة استعماله كالمد والجزر خلال العام الماضي واحد من تلك المواضيع المعقدة لسببين: علمي وقانوني. وقد كتب البعض فيه، وبعض ما كتب غير دقيق. وحيث إن القارئ يفترض الدقة من الكاتب فإن هناك تضليلاً غير مقصود ناتج عن استعدادنا للخوض بكل سهولة في أمور نجهلها. وقد يكون الضرر أبعد من ذلك إذا افترض عدد من الساسة أن الكاتب ممن يوثق به فأخذوا عنه ما كتب على أنه حقيقة.

وقد استوقفني مقال لأحدهم، وهو ما دفعني لكتابة هذا، يتحدث فيه عن اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ظاناً أنها تعني منع استعمال السلاح النووي. والأمر ليس كذلك. ويبدو أن الكاتب الفاضل لم يطلع بدقة على الإتفاقية تلك فهي لا تمنع استعمال السلاح النووي بل تمنع انتشاره خارج الدول الخمس التي امتلكته يوم وضعت الإتفاقية…وتأكيد ذلك هو أن محكمة العدل الدولية رفضت حتى اليوم أن تقرر أن استعمال السلاح النووي مخالف لقواعد القانون الدولي العام!

(المزيد…)

Continue Reading ماحقيقة السلاح الكيميائي وسط هذا الضجيج؟

حتام يؤجل حزب الله المواجهة الحتمية؟

ليس عسيراً على المراقب أن يدرك أن عام 2013 هو ليس عام 2006 وان أموراً كثيراً حدثت خلال هذه السنوات السبع وهي تتقلب بشكل مطرد ومتسارع…وعليه فما كان ممكناً قبل سبع سنوات قد لا يكون كذلك اليوم…

فقد أدركت الصهيونية منذ عقود أنها غير قادرة على كسر إرادة هذه الأمة العنيدة من خلال الغزو الخارجي، فحتى حين غزت الصهيونية العراق وأذلت أهله وقهرتهم ونصبت خدمها وأجراءها حكاماً عليه، فإنها لم تستطع قهر الإنسان في العراق حقيقة. فليس ممكناً حتى اليوم للمواطن الأمريكي أن يتجول في شوارع بغداد بحرية وإطمئنان… وحسبي هذا مثالاً على فشل مشروع القهر من الخارج! لذا فإنها فتشت عن سبل جديدة للغزو بديلة عن التدخل العسكري المباشر بجيوشها، فوجدته في الإسلام… ذلك لأن الإسلام الذي كانت الصهيونية تعده عدوها الذي يمكن له نظرياً أن يتحدى النظرية الرأسمالية بل وربما يوقفها من الإنتشار والهيمنة، وجدت أنه يمكن تسخيره لخدمتها إذا أحسنت التسييس. وهكذا وجدت في المشروع الأعرابي العثماني مدخلاً للهيمنة على الأمة…. والبحث في وضع المشروع موضع التطبيق طويل قد يخرجنا عن هدف هذا المقال القصير وقد تكون لي عودة له..

(المزيد…)

Continue Reading حتام يؤجل حزب الله المواجهة الحتمية؟

هل أخفق البعث في سورية؟

مقدمة

لم تكن الأفكار والمبادئ التي جاءت بها حركة البعث في ثلاثينات القرن الماضي وليدة خيال بل كانت تعبيراً عن شعور بالفرقة وطموحاً لجمع شمل الأمة. فحين كتب الدكتور زكي الأرسوزي عن عبقرية اللغة العربية فإنه كان يبحث عن الرابط الأول الذي يجمع الأمة. لذا فإن فكرة وحدة الأمة العربية فكرة أصيلة وواقعية فإذا كانت دول أوربا المكونة من أعراق متباينة قد وحدت أنفسها في القرن الذي سبق في دول قومية فلماذا لا يكون للعرب الحق ذاته؟ كما أن مبدأ تحقق الحرية في اختيار النظام السياسي الذي يريده العرب كانت وما زالت مبدأً سامياً لا يمكن الطعن فيه. فإذا اضفنا لهذه المبادئ رغبة البعث في تحقيق عدالة اجتماعية في توزيع الثروة سواءً أكان ذلك بنظام اشتراكي يقترب من النظام الماركسي أم أي بديل عنه فإن النظام السياسي الذي بشر به فكر زكي الأرسوزي كان رائداً وصادقاً وأميناً على مصالح الأمة ومستقبلها.

هكذا ولد البعث في سورية ودخل العراق وتغلغل بشكل أخف في بقية الدول العربية…

(المزيد…)

Continue Reading هل أخفق البعث في سورية؟

لماذا خذل حزب الله ميشيل عون؟

ليس هناك شك أن موقف حزب الله الأخير في الموافقة للتمديد لمجلس النواب كان خذلاناً لحليف متين وأمين، فقد وقف تكتل التغيير والإصلاح مع حزب الله في كل الظروف خلال السنوات الأربع الماضية وكان ذلك الموقف مبدئياً وليس انتهازياً لأنه كان مبنياً على قناعة أن العيش المشترك في لبنان يفرض على النصارى أن يتقاسموا المصير الواحد مع المسلمين، وكان الجنرال ميشيل عون وما زال أحد أكثر النصارى في لبنان حرصاً على مصالحهم…

وكان موقف حزب الله مبدئياً وسليماً حين قرر أنه سيقف مع أي قانون إنتخاب يتفق عليه النصارى.. ذلك لأن من الطبيعي في جمهورية “البطيخ” اللبنانية والتي يحكمها الإنتماء المذهبي والطائفي والقبلي والجبلي والساحلي وأي شيء آخر سوى الإنتماء للوطن وأكذوبة “الديموقراطية التوافقية” والتي لا وجود لها في قواميس السياسة، أن يفصل في كل خطوة طبيعة الولاء… وحيث إن قانون إنتخاب الستين وضع في فترة الإضطهاد السياسي للنصارى في لبنان وتم بموجبه التحكم باصواتهم الإنتخابية لخدمة مصالح مذهبية تعيش في جزيرة العرب فقد اصبح من الطبيعي أن أي تحرك للنصارى لتغيير هذا الوضع الشاذ هو في المطالبة بحقهم في اختيار ممثليهم بأنفسهم لا بواسطة عملاء السعودية المتمثلة في الحريري وجنبلاط!

(المزيد…)

Continue Reading لماذا خذل حزب الله ميشيل عون؟

لا ثم لا ….لمؤتمر جنيف

تحولنا نحن العرب، منذ داست سنابك خيل هولاكو كتب بغداد، إلى مطية يمتطيها أي راكب يمر بهذي الأرض…فقد كان الصليبيون قد استوطنوا سواحل المتوسط… ثم جاءنا العثمانيون بغطاء الإسلام المزيف “فتركونا” وتركونا في زاوية التخلف والجهل..ثم جاء البرتغاليون والهولنديون ونزلوا سواحل جزيرة العرب. وبعدهم جاء الفرنسيون والإنكليز ونزلوا حيث شاؤوا من أرض العرب وجاء الفرس وتنافسوا على العراق مع العثمانيين… وأخيراً جاءنا الصهاينة في ردائين أحدهما في شكل استيطان مغتصب في دولة إسرائيل والآخر على شكل نظام سياسي منافق فاسد ومفسد تحت غطاء حقوق الإنسان التي لايقيم لها وزناً في دولة الولايات المتحدة عدوة الشعوب..

وكنا وما زلنا في كل تلك القرون لا دور لنا في تقرير مصيرنا أو نوع الحياة التي يمكن لنا أن نحياها… فقد كنا متفرجين حين كانت مصائرنا ومصائر الإجيال الآتية من بعدنا تقرر بالنياية عنا من قبل هؤلاء الغرباء والتي كانت جميعها تتم لمصلحة هذا الغريب أو ذاك….ولا أعتقد أن أية منطقة في العالم عاشت مثل هذا الذل لمثل هذه الفترة الطويلة من عمرها!

ولم يكتفوا بهذا بل ذهبوا ابعد من ذلك فأسسوا منظمات أسموها “دولية” وألزمونا أن ندخلها ونلتزم بها في الوقت الذي جعلوا أنفسهم فوقها… فكان لهم أن يتسلحوا بما يشاؤون ويستعملوا ذلك السلاح المدمر متى شاؤوا وأن يهدموا بيوتنا على رؤوسنا إذا فكرنا بتسليح أنفسنا بأبسط الأسلحة وأخبرونا أنهم فعلوا ذلك لأننا لم نتبع “القانون الدولي”…

(المزيد…)

Continue Reading لا ثم لا ….لمؤتمر جنيف