ماحقيقة السلاح الكيميائي وسط هذا الضجيج؟
إذا لم يدرك المواطن العادي حقيقة موضوع السلاح الكيميائي فهو معذور، لكن الكتاب والمحللين يتحملون مسؤولية تأريخية في تنوير الناس بشرح الغامض فإن لم يفعلوا فإنهم يضلونهم إذا كتبوا في موضع ما عن جهالة. وموضوع السلاح الكيميائي الذي أكثر الصهاينة استعماله كالمد والجزر خلال العام الماضي واحد من تلك المواضيع المعقدة لسببين: علمي وقانوني. وقد كتب البعض فيه، وبعض ما كتب غير دقيق. وحيث إن القارئ يفترض الدقة من الكاتب فإن هناك تضليلاً غير مقصود ناتج عن استعدادنا للخوض بكل سهولة في أمور نجهلها. وقد يكون الضرر أبعد من ذلك إذا افترض عدد من الساسة أن الكاتب ممن يوثق به فأخذوا عنه ما كتب على أنه حقيقة.
وقد استوقفني مقال لأحدهم، وهو ما دفعني لكتابة هذا، يتحدث فيه عن اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ظاناً أنها تعني منع استعمال السلاح النووي. والأمر ليس كذلك. ويبدو أن الكاتب الفاضل لم يطلع بدقة على الإتفاقية تلك فهي لا تمنع استعمال السلاح النووي بل تمنع انتشاره خارج الدول الخمس التي امتلكته يوم وضعت الإتفاقية…وتأكيد ذلك هو أن محكمة العدل الدولية رفضت حتى اليوم أن تقرر أن استعمال السلاح النووي مخالف لقواعد القانون الدولي العام!