تأملات (1)

فعَلامَ تَنْقَمُ لاختلافٍ في الرؤى جَدَلِيّةٌ في طَبعِهَا الأشْياءُ أوليس ضَوءُ الشمسِ يُذهب للعمى وبِضِدِّهِ تَتَمَدَّدُ الظَّلمـــــاءُ أوليسَ خوفُ المَوتِ من حُبِّ البقا وبِدُونِهِ لا يَسْتطِيبُ بَقــاءُ فإذا تَطابَقَتْ الرُّؤى فَلِعِلَّةٍ وإذا افتَرَقنَ فللنُّهى إغْنـاءُ عبد الحق 8 آذار 2014

Continue Reading تأملات (1)

مرحباً بالحرب الباردة الجديدة!

العرب والحرب الباردة  الأولى

لم يشعر الثوريون واليساريون في العالم بشكل عام وفي وطننا العربي بشكل خاص بمقدرة على التحرك والتعبير أكثر مما شعروا في أثناء الحرب الباردة والتي اشتدت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. فقد فرض التوازن بين معسكري الشيوعية الماركسية والصهيونية الرأسمالية قواعد سمحت لليسار العربي عامة والحركة القومية العربية خاصة أن تتحرك بحرية وتعبر عن نفسها وتثور وتنتظم وتنظم وتحكم و تنشر فكرها خارح الحدود الجغرافية التي رسمها الإستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى… فتمكن المشروع القومي العربي أن يوجد له أرضاً وتنظيماً في كل الوطن العربي وإن تفاوتت الإستجابة لإختلاف الظروف التأريخية التي مر فيها كل بلد من تلك البلدان. وهكذا وجد التيار الناصري صدى وتعاطفاً في كل الوطن العربي حتى أصبحت حكومات الجزيرة والخليج تخشى على نفسها منه وتتقيه بالموافقة على مشاريع سياسية لم تكن حقاً راغبة فيها أو مؤيدة لها، كما حدث حين وافقت مكرهة على لاءات الخرطوم الثلاثة! ونجحت حركة القوميين العرب في خلق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كمعبر حقيقي عن مشروعها القومي في التصدي للهجمة الصهيونية على الوطن بقتاله حقاً لا إستجدائه كما تفعل منظمة التحرير اليوم.. لكن النجاح الأكبر كان لحركة البعث والتي تمكنت في العراق وسورية من بناء دولتين قوميتين ستظلان رغم كل الهفوات والسلبيات والأخطاء أصدق مثال على نجاح المشروع القومي العربي في القرن العشرين!

(المزيد…)

Continue Reading مرحباً بالحرب الباردة الجديدة!

قل ولا تقل / الحلقة السادسة والعشرون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل:  أكملت القوات الروسية عمليات سيطرتها على القرم وسيكون كيري في كييف يوم الثلاثاء

ولا تقل:  القوات الروسية أكملت سيطرتها العملانية على القرم وكيري في كييف الثلاثاء. (قناة المنار 3-3-14)

كتب لي صديقي الشاعر يقول:”هناك كلمة تشق قلبي حين اقرأها هي العملانية”. وهي ولا شك تشق قلوب الكثيرين وأنا منهم. فهي إستعمال قبيح لشنيع القول أدخله جاهل من جهلة المساهمين في الإعلام العربي وما أكثرهم. وقد يكون للجاهل العذر أن يكشف عن جهالته في إستعمال خاطئ كهذا، لكن ما هو عذر الآخرين كي ينقلوا عنه في عمى هذا النقل فيشيع الفحش في القول بين الكتاب والقراء على حد سواء؟

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السادسة والعشرون

هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ الحلقة الثانية عشرة

ما أن بسطت الصهيونية سلطتها على جزيرة العرب بعد أن مكنت الوهابية من مكة، حتى سارعت لتحتوي بقية أرض العرب من خلال الإسلام… فلم يغب عن المستشرقين والباحثين في معاهد الصهيونية في أوربا وأمريكا أن بقية أرض العرب ليست كلها كجزيرة العرب والخليج في تخلفها. وهذا يعني أنه قد لا يكون من السهل تصدير الفكر الوهابي لبقية الأرض العربية خصوصاً إذا ما أخذوا في حسبانهم أن تطلع المتعلمين الجدد في مصر وبلاد الشام والعراق كان نحو التحرر أكثر من العودة بالفكر لقرون سابقة لا يعرف عنها المتطلع سوى من نظرة شاعرية ليس لها في الواقع جذور عميقة.

فعرب المشرق شمال جزيرة العرب لا يكفي أن ترضيهم دعوة بسيطة كتلك التي جاء بها عبد الوهاب والتي تدعو لنظرة سطحية في معنى التوحيد الذي لم يفهمه هو اصلاً. فهم كانوا بحكم سبقهم الفكري للأعراب من أهل الجزيرة والخليج يطمعون بفكر يبحث في الربط بين الدولة والدين في ظل عالم جديد تحكم العلاقات فيه مبادئ جديدة مثل الدولة القومية والعلاقات الدولية وقانون اصطلح على تسميته بالقانون الدولي ومعاهدات وتحالفات جلها وضعت خارج نطاق الإسلام ودون تشاور مع المسلمين. أي ان الجيل الناشئ من مسلمي المشرق العربي (وهي تسمية فضفاضة) كان يريد نظرية سياسية قد لا تنفصل عن الإسلام لكنها قادرة على التعامل بواقعية مع العالم الذي يعيش فيه المسلمون بعد انهيار الدولة العثمانية والتي كانت  لقرون غطاءً مشوهاً للإسلام. ولم يكن الفكر الوهابي الساذج قادراً أن يرضي هذا التطلع أو حتى أن يتعامل مع الحقائق التي تحيط بالمسلمين.

(المزيد…)

Continue Reading هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ الحلقة الثانية عشرة

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والعشرون


إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: أمحمدٌ في الدار أم مستأجرها؟ وقل: أمقيمٌ أنت أم مسافر؟ وقل: أأردت هذا أم لم ترد؟
ولا تقل: هل محمدٌ في الدار أم مستأجرها؟ ولا تقل: هل مقيم أنت أم مسافر، ولا تقل: هل أردت هذا أم لم ترد؟

وذلك لأن الهمزة هي الأصل في الإستفهام، قال الزمخشري في المفصل: “والهمزة أعم تصرفاً في بابها من اختها (هل). تقول أزيد عندك أم عمرو؟ يعني لا يجوز في الكلام العربي الفصيح أن يقال: هل زيد عندك أم عمرو؟ فإذا استعملنا حرف العطف (أم) للتعيين بدل الإستفهام وجب أن نستعمل معها همزة الإستفهام ولا نستعمل “هل”، كقوله تعالى: “وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا؟، وقوله تعالى: “فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ؟”. وقال الشاعر:

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والعشرون

ما الدرس المستخلص من فشل روسيا في أوكرانيا؟

أعرف أن أكثر من معتذر سوف يغضب ويقول: وأين فشلت روسيا ولم هذا التشاؤم؟ لكني لست متشائماً وإنما أكتب في باب قد غاب عن عدد من الآخرين. وسبب كتابتي هذه هي كي نفهم حقيقة سياسة روسيا وما يمكن أن تفعله وما لا يمكن أن تفعله مما يمكننا من حساب السياسات المقبلة في منطقتنا وما هو واقعي في التوقع وما هو خيالي في الإمكان.

مقدمة تأريخية

وقبل الدخول في موضوع أوكرانيا وما حدث ويحدث فيها وتعلق ذلك بالسياسة الروسية لا بد أولاً أن نعرف شيئاً عن أوكرانيا وعلاقتها بروسيا تأريخياً لإرتباط ذلك بما يحدث اليوم، أي بمعنى آخر إن فهم تأريخ أوكرانيا يسهل فهم ما يجري اليوم! وقد يكون هذا أكثر إلحاحاً للقارئ العربي من فهم قضايا دول أخرى لأن المواطن العربي قد تم حجبه عن تأريخ الشعوب التي قد يجوز إصطلاحاً تسميتها بالشعوب السلافية وذلك لأن غسل الدماغ الصهويني للإنسان العربي خلال سبعين سنة، والذي أثر بشكل أو بآخر على كل العرب، أدى إلى عدم إهتمام العربي بشكل عام بتأريخ وثقافة هذه الشعوب رغم أهميتها لنا. ودليل ذلك أن روسيا التي دعمت قضايا الأمة العربية لخمسين عاماً لم تتمكن من إدخال لغتها في مناهج التعليم في العالم العربي حتى قررت سورية إدخال تعليم اللغة الروسية هذا العام وذلك بسبب العزلة والهجمة الصهيونية التي تعرضت لها وليس بالضرورة بسبب إدراك قيمة الثقافة الروسية للإنسان العربي!

(المزيد…)

Continue Reading ما الدرس المستخلص من فشل روسيا في أوكرانيا؟

هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ الحلقة الحادية عشرة

كنت قد كتبت في الحلقة السابقة كيف تم تأسيس الحركة الوهابية كنواة لمشروع ماسوني صهيوني سبق كل نشاط سياسي في العالم العربي وعاش بعد أن فشلت أكثر المشاريع التي قامت بعده بقرن أو قرنين.. إلا أني ذكرت أن من أسس الحزب الوهابي من ماسونية بريطانيا في عصرها الذهبي كانوا واقعيين في أنهم لم يتوقعوا لذلك الحزب أن يبتلع العالم الإسلامي في غمضة عين لأسباب عدة ليس أقلها خطورة أن الدولة العثمانية كانت ما تزال قوة لا يستهان بها ويجب الحذر من العبث بمناطق نفوذها. كما إن المجيء بمذهب جديد وإن كان يدعي أنه تجديد للحنبلية ليس سهل القبول في عالم بني منذ قرون على توقف الإجتهاد وتعطل العقل الإسلامي عن التفكير!

كما ان جزيرة العرب يوم ولد فيها الحزب الوهابي كانت فقيرة وبائسة مما شكل عبئاً على الإستكبار البريطاني .. إلا أن ذلك كله تغير في ظل تطورين مهمين أولهما إنهيار الدولة العثمانية وإنفتاح المجال أمام الصهيونية العالمية لكي تسرح وتمرح في جزيرة العرب والخليج دون أية مواجهة، وثانيهما إكتشاف خزين النفط الخيالي في المنطقة والذي حولها من عبء إقتصادي إلى مصدر مالي لم يكن الإستكبار الصهيوني حتى ليحلم به!

(المزيد…)

Continue Reading هل الإسلام في أزمة أم الأزمة في الإسلام؟ الحلقة الحادية عشرة

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والعشرون


إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: هؤلاء الضباط البُسلاء والباسلون

ولا تقل: هؤلاء الضباط البواسل

لأن “البسلاء” هو جمع البسيل في الأصل وجمع الباسل في الإستعارة المعروفة باستعارة الجموع، والبسيل والباسل معناهما الشجاع والبطل الشديد، وجمع العقلاء على فُعلاء أي بُسلاء نحو كريم وكُرماء هذا لبسيل. ويقال باسل وبُسلاء نحو شاعر وشعراء وفاضل وفضلاء.

أما “البواسل” فهو جمع لغير العاقل وللمؤنث، تقول أسد باسل واسود بواسل وفتاة باسلة وفتيات بواسل، أي باسلات. قال في لسان العرب: “والبسالة الشجاعة والباسل الشديد والباسل الشجاع والجمع بُسلاء”، ولم نذكر الجمع الآخر الذي هو بُسل لأنه غريب، قال ابن مكرم الأنصاري في لسان العرب: “وفي حديث خيفان قال لعثمان (رض) أما هذا الحي من همدان فأنجاد بُسل اي شجعان وهو جمع باسل وسُمي به الشجاع لإمتناعه ممن يقصده”. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والعشرون

ما الذي تخشى روسيا حدوثه في سورية؟

كنت قد كتبت عن خشية روسيا من تجزئة سورية وما يترتب على ذلك من خطر على الأمن القومي الروسي مما يسهل فهمه وقبوله.

أما اليوم فإني أكتب عن أمر أكثر تعقيداً وقد لا يبدو واضحاً لكل ذي بصيرة، وهو يتعلق بأبعاد تطور قد يتسارع في معركة سورية مما لا تريده روسيا ومما يضعها أمام خيارات صعبة. لكني قبل ذلك لا بد لي من أن أذكر ببعض الحقائق مما يسهل فهم ما استخلصه من ذلك.

(المزيد…)

Continue Reading ما الذي تخشى روسيا حدوثه في سورية؟

لماذا وكيف تريد روسيا تغيير النظام السياسي في سورية؟

لعل أكثر سؤال يدور اليوم على ألسن أغلب السوريين بل أغلب العرب العاربة هو: إذا كان وفد الإئتلاف كما وصفه المسؤولون السوريون يضم مجموعة من الجهلة الذين لا يمثلون إلا أسيادهم في الخارج ولا يمتلكون سلطة على أحد في الداخل فلماذا إجتمع وفد الجمهورية العربية السورية بهم ولمذا يذهب مرة أخرى لإعادة تلك المسرحية التي أعطت الأقزام حجماً أكبر بكثير من حقيقتهم؟

ولم يستطع اي مسؤول سوري، أو اي من عباقرة “الإستراتيجية” و”المعطيات” الذين مللنا وجوه بعضهم وجملهم المكررة، أن يعطي جواباً على هذا السؤال يقنع به الطفل الصغير..

والإجابة عليه تكمن في كلمة واحدة وهي: روسيا!

(المزيد…)

Continue Reading لماذا وكيف تريد روسيا تغيير النظام السياسي في سورية؟