قل ولا تقل / الحلقة الحادية والستون
إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)
قل: هذا من نشاط جمعيات (أو منظمات) المنطقة
ولا تقل: هذا من نشاط فعاليات المنطقة
شاع في اعلام بلاد الشام ضمن ما شاع من تجهيل بالتأريخ والسياسة، فحش في اللغة لا حدود له. فلم تعد اللغة المستعملة “لغة الجرائد” فقط كما وصفها عالم العربية المرحوم إبراهيم اليازجي إذ أصبحت لغة الشوارع والمقاهي، ولا عجب إذا كان الجمهور يقوده “فتفت” أو “علوكي”!
ونعرض اليوم مثالاً على ذلك. فإعلام لبنان على سبيل المثال ما انفك يستعمل كلمة “فعاليات” يريد بها “منظمات” أو “هيئات” أو “جمعيات”. فتقرأ على سبيل المثال: “وأفاد أحد فعاليات عرسال السفير أن أهالي بلدة قارة السورية” أو “حضر إلى بلدة عرسال وأبلغ فعالياتها أن المخطوف…”. وتفتقت عبقريات عدد من محرري الأخبار فذهبوا أبعد من ذلك فطلع علينا من يضيف استعمالاً آخر يريد به الجمعيات أو الهيئات فقال: “حيث التقى أهالي المنطقة وفاعلياتها”. وهكذا أضاف جهلة لبنان استعمالين جديدين للعربية دون حاجة أو ضرورة اللهم الا الجهل. (المزيد…)