قل ولا تقل / الحلقة الثمانون
إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم.
(م ج)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)
قل: أذاب الصائغ الذهب في البُوطَةِ
ولا تقل: أذاب الصائغ الذهب في البوتقةِ
وكتب البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: “البُوطة التي تسميها العوام البوتقة”.انتهى
وجاء في العباب الزاخر: “البُوْطَةُ: التي يُذُيْبُ فيها الصّاغَةُ ونَحْوُهم من الصنّاع.”
ويبدو أن كلمة “البوتقة” التي يستعملها اليوم عدد من المتحذلقين العرب يعود استعمالها الخاطئ للقرن السادس الهجري أو حتى قبله. وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟