قل ولا تقل / الحلقة الحادية والعشرون
إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
قل: رَدَّ فلانٌ القول
ولا تقل: رّدَّ (فلانٌ) على القول
ويقولون: رددت على قول فلان، وذلك خطأ فإنه يقال “رد على فلان قوله” فالقول مردود وفلان مردود عليه. قال الأمام علي (ع) في كتاب له الى الحارث الأعور الهمداني: “ولا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلاً” ولم يقل: ولا ترد على كل ما حدثوك به.
وقال يزيد بن عبد الملك يوماً لمعبد: “يا أبا عباد إني أريد أن أخبرك عن نفسي وعنك فإن قلت فيه خلاف ما تعلم فلا تتحاش أن ترده علي فقد أذنت لك”.
وقال أبو واثلة الهذلي لعمرو بن العاص: “كذبت والله، لقد صحبت رسول الله (ص) وأنت شر من حماري هذا. وقال عمرو: والله ما أرد عليك ما تقول: وأيم الله لا نقيم عليه”.
وقال رجل مدني لإبراهيم الحراني نديم موسى الهادي بن محمد المهدي: “واحرباه أترد على رسول الله (ص) قوله: بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة؟”.