قل: الطبيب الخافِرُ وطبيب الخَفْر والجندي الخافِرُ وجندي الخَفْر
ولا تقل: الطبيب الخَفَر ولا الجندي الخَفَر
وذلك لأن الخافر أسم فاعل من خَفَرَه وخَفَرَ به وخَفَرَ عليه أي أمَّنه وحماه وأجاره وحرسه فيكون لفظ “الخافر” مستعملاً على سبيل المجاز للطبيب وعلى سبيل المجاز للجندي. أما “الخَفَر” فهو مصدر الفعل “خَفَرت المرأة تَخْفَرُ خَفَراً وخفارة أي استحيت أشد الإستحياء فهي خَفِرَة وخَفِير ومِخْفار”. ومن البديهي أن الذي يستعمل الخَفَر لا يريد خَفَر المرأة ولا يخطر ذلك بباله بل يريد صاحب النوبة والرقيب والموكل بالتدبر أو النظر أو الحراسة، ويجوز أن يكون الأصل في هذا الإصطلاح “الطبيب ذو الخَفْر” وهو بمعنى الطبيب الخافر باعتبار أن المراد باسم الفاعل هو النسبة الى الفعل، فقولهم “ذو الخفْر” هو رجوع الى الأصل، فينبغي أن يقال إذن “الطبيب ذو الخفْر” أو طبيب الخفْر باضافة الإسم الى فعل صاحبه وذلك أثقل من “الطبيب الخافر” وكذلك القول في “الجندي ذي الخفْر وجندي الخفْر”. فتسكين الفاء واجب لئلا يلتبس الخفْر الذي هو الحفظ والحراسة بالخَفَر الذي هو الحياء، ثم انه لا يجوز أن يكون الخَفَر جمعاً قياساً على حارس وحرس وخادم وخدم وطالب وطلب وقاعد وقعد وسامر وسمر وناشيء ونشأ، لأن المقصود خافر واحد لا جماعة ولا جمعية واستعمال الجمع مكان المفرد هو من اللغة العامية إذا كان المفرد غير مجزأ كقولهم، فلان أشقياء، وأبناء الثلاثين وفلان أرباب. (م ج)
(المزيد…)