كيف تدفع روسيا اليوم ثمن مهادنتها للرأسمالية الصهيونية!
حين سمعت أمس بوشكوف رئيس الوفد النيابي الروسي يتحدث بغضب بعد تجميد حق روسيا في الجمعية البرلمانية في مجلس أوربا، كان بودي أن أقول له: أين كنتم أيها الرفيق العزيز؟ فقد ذكر بوشكوف بازدواجية المعايير في أوربا وذكر الناس بما فعلته الدول الأوربية نفسها، التي جمدت عضوية روسيا، في خراب صربيا واحتلال العراق. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تحدث فيها مسؤول روسي عن هذه الإزدواجية فقد سبق للرئيس الروسي بوتين أن ذكرمستمعيه بأن الولايات المتحدة لم تذهب لمجلس الأمن قبل أن تدمر صربيا ولا قبل أن تغزو العراق وتحتله..
لكننا نحن العرب، شأننا في ذلك شأن بقية المستضعفين في هذا العالم البائس، لا نحتاج للتذكير بما نعيشه ونعانيه منذ الحرب العالمية الأولى من معايير لا تخضع لقانون أو قاعدة. لكن من حقنا أن نسأل عن سبب حديث روسيا اليوم عن انعدام الأخلاق في أوربا في تعاملها مع العالم خارج حدودها حين كانت إما موافقة وإما ساكتة على إجراءات الصهيونية العدوانية في العالم بشكل عام وفي أرض العرب بشكل خاص. بل أن الاتحاد السوفيتي قد اعتمد سياسة وضع بموجبها حدوداً لا تتجاوزها الدول العربية في صراعها مع الصهيونية لكي تبقى الغلبة للدولة الصهيونية ويستمر تفوقها العسكري.