مقدمة
حين كتبت في مقالي الأخير نقداً لبعض أخطاء تجربة البعث في العراق وسوريا تصور البعض أني أدين التجربة القومية الفريدة. وهي الحركة التي شاركت مع الناصرية (بكل أطيافها) والشيوعية في تثوير الإنسان ورد بعض الكرامة التي سلبها الإستعمار العثماني والغربي لزمن طويل.
وليس الأمر كذلك. ذلك إن ما كتبته كان من باب حرصي على تقويم الخطأ في أفضل تجربة قومية في الوطن العربي في القرن العشرين. فما زلت أعتقد أنه لولا مساهمة البعث لكان اليوم في كل عاصمة عربية سفير إسرائلي مكشوف (وليس تحت الغطاء الأمريكي) يوجه أمر تلك الدولة علناً ويقدم حكام تلك الدول الولاء له. وما زلت أؤمن أن شسع نعل أي شهيد في الجيش العربي السوري قاتل دفاعاً عن أمن وشرف هذه الأمة أكرم وأطهر من أي عقال في الجزيرة والخليج يزهو به عميل لأمريكا! ولو لم يكن الأمر كذلك لما كتبت لأني لا أعتقد أن في الجزيرة من يقرأ وحتى لو قرأ فهو كما قال تعالى “ولو سمعوا ما استجابوا”.
أكتب لأني كما سبق وقلت أكثر من مرة أعتقد أن هذه هي المعركة الفاصلة والأخيرة في الصراع العربي من أجل الوجود فإذا لم نثبت فيها فإننا سوف ننتهي، لا بمعنى أن نزول لأننا سوف يسمح لنا أن نأكل ونشرب وننكح كما يفعل الأعراب منذ ألف عام، لكننا سوف ننتهي كأمة قادرة أن تعيش كما تشاء وتقررما تؤمن به وما تفعل بنفسها وكيف تدير أمر اقتصادها وثروتها وسياستها تجاه الأخرين، ولها أن تنتحر إذا شاءت، أي بإيجاز سوف يسلب منا كل حق. فبعد أن انتهت الناصرية في مصر وسقط البعث في العراق لم يبق إلا خندق سوريا…. ولهذا يجب على كل عربي يحلم بمستقبل كريم لأبنائه أن يشترك في هذه المعركة مهما كان خلافه مع سلوك البعث وسياساته المتخبطة أحياناً… على كل عربي يريد أن يمتلك أقل حق له في التفكير المستقل أن يقف في وجه الهجمة الصهيونية الجديدة التي حين اكتشفت فشل الغزو العسكري عادت بالغطاء الإسلامي العثماني الخليجي مستخدمة في ذلك بعض البهائم من السلفية الذين لا تتجاوز أذهانهم الإعتقاد بأن خالق الموت والحياة الذي يوجد من عدم كل لحظة ألف ألف شمس مهتم بالطريقة التي يغسل بها مروان مؤخرته!!
وقد بلغ من فرط استخفاف الصهيونية بعقولنا أنها تحاول أن تصور لنا أن هذه المشايخ المتخلفة ومن معها من سلفية ظلمية (والتي قتلت قبل يومين في حمص ساري ساعود، ابن العاشرة، لأنه كان يتقلد صليباً) تؤمن بحرية الفكر والرأي والتعبير وهي التي لم تمارس أياً من ذلك كل حياتها بل ولا تدعيه في حدود دولها وسلطاتها وفكرها على محدوديته.
فقد اكتشفت الصهيونية أن الإسلام ليس مشكلة إذا كان على غرار تركيا المتحالفة مع الصهيونية وعضو حلف الأطلسي وعلى غرار السعودية التي أيدت قيام إسرائيل ولم تطلق طلقة واحدة من مليارات ما صرفته على تسليحها ضد تلك الدولة وعلى غرار إسلام مشيخة قطر التي أقامت أول علاقة في الخليج مع اسرائيل وفيها قاعدة أمريكية يعادل عدد العاملين فيها والمعتمدين عليها سكان المشيخة نفسها…وهكذا دعمت ثورات مزعومة ضد نظم كانت تدعمها حتى عهد قريب لتأتي بدم جديد في غطاء جديد يدعي الثورية لكنه في خدمتها فتكون قد حققت احتلالاً دون أن تقدم ضحية واحدة. فكان دعمها لإسلاميي مصر وإسلاميي تونس و إسلاميي المغرب والذين سارع قادتهم حتى دون سؤال على طمئنة الصهيونية أنهم لا مشكلة لهم معها. أما اسلاميو ليبيا فقد جاءت بهم الصهيونية على أجنحة نسور حلف الأطلسي كما جاء اليهود قبلها إلى فلسطين.
ما العمل؟
وقد يكون قدر بشار أن تؤول هذه المهمة له وليس لأبيه. فماذا يمكن لبشار أن يفعله بعد ما قلته في مقالي السابق “كيف يمكن لبشار أن يحكم سوريا؟”. والجواب على هذا السؤال يأخذ عندي ثلاثة أبعاد هي عربي واقليمي ودولي. وكل باب من هذي الأبواب له أكثر من مدخل. وسوف أتعرض اليوم للباب العربي لأسباب قد تبدو أوضح بعد التعرض لها.
إن أول ما يجب أن يكون بشار قد أدركه هو أن الحديث عن العمل العربي المشترك يدعو للسخرية إذا كان الهدف من المصطلح العمل الذي يخدم القضية العربية. وقد جربه والده منذ الحركة التصحيحية التي أزاحت التيار الثوري في الحزب لصالح التيار المهادن. فالعمل المشترك موجود ولكنه غير عربي. فقد تحقق في خذلان عبد الناصر عام 1967 وتحقق عند خذلان سوريا ومصر في عام 1973 (باستثناء بعث العراق) وتحقق في خذلان لبنان عند غزوها عام 1982 وتحقق (بمشاركة سوريا) عند غزو العراق عام 1991 وتحقق عند حصار الإبادة للعراق بين عامي 1990 و2003 وتحقق عند غزو العراق واحتلاله ودماره عام 2003 وتحقق عند حرب لبنان عام 2006 وتحقق عند خراب غزة عام 2008…. فماذا يريد وليد المعلم بالحديث عن رغبة سوريا في العمل العربي المشترك؟ وعلى عقول من يضحك وليد المعلم؟ ألا يأتينا بقرينة سابقة على عمل عربي مشترك يمكن للعربي أن يشير اليه بفخر؟ فإذا لم يقدر ولن يقدر فليكف عن هذا..
لم تعد هناك امكانية للتستر بورقة توت فقد كشفت عورة العمل العربي المشترك…
فأول عمل يا سيادة الرئيس هو الكف عن هذا الحديث. فقد اكتشف الجمهور العربي وخصوصاً في سوريا هذه الحقيقة وقد سبق قيادتكم فيها وطالب بقطع علاقة سوريا مع هذا المشروع المريب… وحبذا لو أنكم فتحتم حدود سوريا لهؤلاء المراقبين الذي أعدهم مشروع حمد – أردوغان الصهيوني كما طلبوا وتركتم الشارع السوري ليتعامل مع هذه الشرذمة من شذاذ الآفاق والجهلة بالقانون والأمن الذين كانوا سيأتونكم وعندها كانوا سيدركون كيف يتعامل الشعب السوري بما يريدوه له.
فحذار حذار يا بشار أن تفعل ما فعله صدام وتجلس تستمع لبطانة لا يألونك إلا خبالاً تهمهم مصالحهم الشخصية والإبقاء عليها كما فعلت بطانة صدام حسين. فالوقت ليس في صالح سوريا. فقد تم تخريب العراق حجراً حجراً من خلال الإستنزاف العسكري والإقتصادي والبشري والنفسي في حصار مدمر دام اثني عشر عاماً أصبح بعدها احتلاله مسألة عبور فقط. وتمتلك الصهيونية من الأدوات ما يتيح لها أن تفعل ذلك في سوريا كما فعلت في العراق. فما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا! فلو خرج صدام مقاتلاً من العام الأول للحصار أكان سيحل بالعراق أسوأ مما حل… خراب يتصارع على ما فيه من نفط حفنة من اللصوص!
حذار حذار يا بشار أن تجلس تنتظرما يمكن للروس أن يفعلوه! عليك أن تخرج مقاتلاً في كل الجبهات فإذا كان لسوريا أن تموت فلتمت وهي تقاتل وتوجع وتدمر… إذا كان للسوري أن يموت فلا يجوز أن يقتل في عقر داره صبراً! بل يجب أن يرمي الى جهنم ما يقدر عليه من صهاينة وعثمانيين وأعراب…. وسوف تفاجأ بمقدار الثورة التي سيحدثها قتال سوريا في العالم…. ذلك لأن جموع الأمة تتطلع لجمال عبد الناصر جديد كما قال سليمان العيسى:
حلم الثرى أن تستفيق حضارة ويجدد الدنيا نبي أسمر
وأوجز لك نصحي هنا في العمل على المستوى العربي:
1. أن تصارح شعبك أولاً والعالم أجمع بما تجمع لديكم من حقائق عن طبيعة المؤامرة وأبعداها وأطرافها دون خجل أو تردد. ولا تقولن أن الوقت لم يحن بعد فقد فات الوقت على هذه المصارحة.
2. أن تصارح شعبك بالحقيقة وما ينتظره من تضحيات تتطلبها المعركة المقبلة.
3. أن تسكت أصوات المهادنة والإستسلام التي تصدر عن بعض المواقع في النظام والتي تؤثر سلباً على معنويات الشعب الذي يريد أن يتصدى ويثبت ويقاتل.
4. أن تنسحب من هذه المنظمة الأضحوكة وأن تتحدث عنها كما هي، شركة غير تضامنية تمكن فيها رأس المال من إزاحة القوة العاملة. وليس من جدوى في الحديث عن كون سوريا دولة مؤسسة فحين تأسست المنظمة لم تكن أي من هذه الدول الهامشية قد خلقت بعد…. والسؤال الذي يجب أن يجيب عليه كل بعثي في العراق وسوريا هو ليس ما آلت إليه المنظمة ولكن كيف سمحت الدول المؤسسة أن تضم المنظمة في عضويتها كل تركيب هزيل مصطنع ولم تشترط أن يكون العضو الجديد كياناً سياسياً مستقلاً وليس محطة نفط بوجود عسكري أجنبي؟ دعها يا بشار غير مأسوف عليها… فهي اليوم حتى لا تمتلك حتى ذلك الإسم رغم كذبه، فهي اليوم “مفرقة الأعراب العثمانية” والا فما هي صفة حضور نائب رئيس الدولة العثمانية اجتماعاتها وهي، اي الدولة العثمانية، التي ساهمت وتساهم في قتل العرب والمسلمين من الأكراد والعراقيين والأفغان والليبيين والسوريين والفلسطينيين (اليس بينها وبين اسرائيل معاهدة؟)
5. وحذار حذار يا بشار أن تخدع بأن لك في العراق حلفاء أو أصدقاء! فلا تغرنك العمائم واللحى و”السبح الطويلة” فأكثرها منافق…. فألسنتهم حسينية وأهواؤهم يزيدية حتى أولئك الذين عاشوا في كرمكم وتصورت أجهزة أمنكم المخترقة أنها كسبتهم. ليس لكم اليوم في العراق حلفاء لأن العراق اليوم أكبر قاعدة للصهيونية في العالم (وشكراً لكم ولجامعتكم وللعمل العربي المشترك لهذا). فعراق اليوم ليس عراق البعث الذي ارسل للجولان خيرة أبنائه عام 1973 رغم أنه كان بينه وبينكم ماصنع الحداد! عراق اليوم يحكمه أشباه رجال جاؤوا على ظهر دبابة الغزاة وهم ليسوا مدينين للغزاة بمواقعهم فقط ولكنهم يحتاجونهم للبقاء أحياء فحين يسحب عنهم هذا الغطاء سوف يتعامل معهم شعب العراق كما تعامل الفرنسيون مع عملاء هتلر في أعقاب الحرب العالمية الثانية… دعك من العراق وكفوا عن هذا التصور فقد تبنون عليه احتمالات وتكتشفون عكسها.
6. وقد يبدو ما قلته أعلاه ليس غريباً وليس جديداً فلا بد أن قاله غيري، لكن ما أعتقد أن ما سأنصح بها هنا قد يكون غير مسبوق وقد يثير على ثورة أتهم فيها بشتى التهم… لكن ذلك لا يضيرني فقد اتهمني صدام حسين بمعاداته فسحب جواز سفري واتهمني أعداؤه بموالاته حين قلت إن غزو العراق ومحاكة صدام حسين مناقضة للقانون…وليس أكثر من هذه النقائض في الإتهام. إن ما أريد قوله هو أن مصير سوريا يقرر في لبنان وعليه فإن المعركة على المستوى العربي يجب أن تبدأ هناك.
كيف تحسم بيروت مصير سوريا؟
لا أريد أن يكون هذا المقال بحثاً في التأريخ السياسي لمعاهدة سايكس بيكو وما سبقها وما ترتب عليها. إلا أني أود أن أثبت هنا حقيقة لا أعتقد أن عليها خلافاً كبيراً اليوم. وهي أن اقتطاع لبنان من سوريا الكبرى لم يكن الهدف منه حقيقة قيام دولة نصرانية بل كان لجعلها الخاصرة السهلة لإبتزاز سوريا في المستقبل تماماً كما كان اقتطاع الكويت بهدف منع تمكن العراق من منفذ على الخليج وابتزازه طيلة القرن العشرين ثم خرابه. أقول إن لبنان كان وما زال يلعب في سوريا دوراً أكبر وأخطر مما تلعبه سوريا فيه. فلبنان ليس دولة (وأدري أن هذا سيغضب الكثيرين لكني مستعد أن أكتب في ذلك في وقت لاحق) بل هو مسرح تسوية حسابات. وأهم الحسابات التي جرى ويجري تسويتها هي الصراع بين سوريا واسرائيل.. وقد اتخذت هذه التسوية أشكالاً متعددة.. كان آخرها حرب حزب الله (والذي وان كان حزباً مستقلاً يؤمن بعقيدة ولاية الفقيه المناقضة للفكر القومي العربي فإنه ما كان ليكون ما هو عليه لولا سوريا) مع اسرائيل عام 2006.
ولعل من أول الحقائق الواضحة لأي مراقب أن لبنان منقسم بشكل اساس بين معسكرين أحدهما يؤمن أن الصهيونية العالمية (وأعني بها اسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وأغلب دول حلف الأطلسي بدرجات مختلفة) هي العدو الأول للبنان ومعسكر آخر يرى في الصهوينة العالمية حليفاً طبيعياً! فكيف بالله عليكم يمكن لهذين المعسكرين المتناقضين وجودياً أن يتحالفا وأن يتحاورا؟
كلا ونعم يا نبيه بري… فقد آن الأوان أن تدرك وغيرك من تجار السياسة أن لبنان يجب أن تحكمه جهة واحدة فإما هو جزء من إسرائيل كما يريد سمير جعجع وإما هو جزء من الأمة العربية كما يريد له وئام وهاب ولا يمكن أن يجمع الإثنين. وآن الأوان أن يحسم الحال في المنطقة مرة والى الأبد… فليس من المعقول أن ترهن كل ليبيا لأنها قتلت موسى الصدر (وهو أمر غير مغتفر) فيدعم ثوار لبنان مجموعة القتلة الذين جاء بهم حلف الأطلسي الى بنغازي وتسمونهم بالثوار (رحم الله لغة العرب) لكي تخرب ليبيا ويقتل ماية ألف من أبنائها حتى تكتشفوا أن موسى الصدر قد قتل غدراً منذ ثلاثين عاماً. وهو لا يختلف عن حواراتكم مع عملاء الصهيونية في العراق فيدعى أحمد الجلبي ليحاضر عن حقوق الإنسان ويقرأ ابراهيم الجعفري قرارات الوحدة الإسلامية (وكان الأولى به أن يقرأ بيان الوحدة الصهيونية)، فهؤلاء من مزابل الصهيونية العالمية ولا يمكن لثوار لبنان أن يتلوثوا حتى بمجالستهم. فطوبي لك يا نبيه بري أن تجد نفسك في خندق واحد مع برنارد ليفي الذي افتخر أنه وقف مع “الثورة” الليبية دفاعا عن إسرائيل…. وغدا يصل “الثوار” الليبيون مع سلاحهم ومالهم ليعبرهم اشرف ريفي عن طريق عكار إلى سوريا فهل ستتحدث عنهم كثوار أم عصابات مسلحة”
إن أكبر الخطر الذي تتعرض له سوريا اليوم في المعركة الفاصلة يأتي من لبنان لأسباب عدة ليس أقلها أهمية تداخل الحدود وتداخل العوائل التي تعيش على جانبي الحدود (وفي هذا اختلاف عن الحدود السورية التركية والتي سوف أتحدث عنها في مقال لاحق إن شاء الله). وهذا يعني أن جزءاً من لبنان سوف يظل قاعدة تمون وتجهز بالمال والسلاح لإستنزاف سوريا ولن يتمكن أحد في لبنان في ظل ما يسمى “الديموقراطية التوافقية” (وهي تناقض لفظي) من عمل شيء لوقف هذا.
ومهما فعلت سوريا فإن المؤامرة لن تتوقف ما دام لبنان على ما هو عليه. لذا فإن أول ما يجب على سوريا أن تتعامل معه هو تطهير هذه الخاصرة الرخوة… وقد يقول قائل ان هذه دعوة للحرب في لبنان فيكون الجواب ان الحرب واقعة لا محالة لعدم امكان النقائض من التعايش ولأن دور المسرح الذي افرزته سايكس بيكو قد انتهى وحان وقت الحسم بقرار منهم لا منا…. إن الحرب في لبنان قادمة لا محالة وكل الذي أقوله هو أن على سوريا أن تستعجل حدوثها…
فقد أخطأ حزب الله (وسبحان من لا يخطئ) حين لم يستغل نشوة النصر على اسرائيل فيتحرك مع حلفائه ليطهر لبنان من جعجع والحريري وجنبلاط ومن على شاكلتهم من المرتبطين سياسياً أو مصلحياً بالصهيونية العالمية… وإلا فكيف يعتقد حزب الله أن ميقاتي والصفدي يمكن لهما أن يواجها الصهيونية العالمية وكل ما لهما من مال هو بيد الصهيونية وفي مؤسساتها؟ إن الوطنية خيار ومن اختار أن يكون في صف العدو بأن رهن ماله عنده فليس له أن يتحدث في الوطنية لأنه غير قادر عليها.
وقد يقود هذا المقترح لقتل وخراب وهو ولا شك واقع، لكن مصائر الأمم لا تحسم دائما بالمجان…. كما أن قضية الحرية ليست موضع رأي أغلبية أو أقلية فحق الأقلية يسبق على الأغلبية في موضع التحرر الوطني فقيادة كل تحرر وطني قامت بأقلية…على أن الأهم من كل ذلك هو أننا لم نختر هذه المعركة وانما فرضت علينا… فالعرب لم يغزو أحداً منذ قرابة ألف عام وحتى حين غزوا (وأنا ضد الفتح الإسلامي لأني أراه استعماراً) اقول حتى حين غزوا لم يطهروا الأرض من سكانها كما فعل الغرب في امريكا واستراليا ونيوزيلندة وفلسطين… ونحن لم نهاجم لندن وواشنطون كي يصبوا علينا حممهم فيحرقوا بغداد وغزة وطرابلس ومرجعيون..
لقد آن الأوان لحلفاء سوريا في لبنان أن يحسموا الموقف لأنه حين تغزى سوريا لن يجدوا لهم في لبنان حتى قبوراً. وآن الآوان أن تدخل سوريا بشكل مباشر في لبنان دفاعاً عن أمنها القومي وهو أمر مثبت حتى في القانون الدولي الذي كتبه الغرب وتستعمله دولها…. فحين تقرر أمريكا (ويدعمها حلف الأطلسي) أن غزو افغانستان هو لحماية الأمن القومي الأمريكي فلا يمكن لأحد أن يعترض إذا ما قامت سوريا بتطهير مواقع التدريب والتموين وتهريب السلاح في لبنان بسبب عجز الحكومة اللبنانية عن ذلك لأسباب بعرفها اللبنانيون قبل غيرهم…
وحذار حذار يا بشار أن يخدعك من حولك بالقانون الدولي فلن تجد ناصحاً فيه لك خيراً مني… فقد تمسك صدام حسين به عشرين عاماً ثم أعدموه به….
آن الأوان يا بشار أن تخرج مقاتلاً وأن تبدأ بلبنان.. تحسم الموقف عسكرياً دفاعاً عن الأمن القومي السوري وتدعو حلفاءك للمشاركة لكي نعرف من بكى ممن تباكي..
أما عن التعامل الإقليمي فلي عودة في موعد آخر إن شاء الله.