إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم.
(م ج)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)
قل: ملك فلان بُضعَ فلانة
ولا تقل: ملك فلان بَضعَ فلانة
كتب ابن السكيت: “والبَضْع: جمع بَضْعة، والبُضْع: النِكَاح، يقال: ملك فلان بُضْع فلانة.”
وكتب الحنفي: “قال الصقلي: ويقولون: بِضْعة لحم، بكسر الباء. والصواب فتحها. وفي القاموس: وقد تكْسَرُ.”
قل: الشيء رِخوٌ
ولا تقل: الشيء رَخوٌ
ونأخذ مما كتب ثعلب في باب المكسور أوله ما يلي: ” الشيء رِخْوٌ، وهو الجِرْو، وهو النِّسيان، وهو سِدادُ العوز، وهو الخِوان، وهو في جِواري، وهو قِوام الأمر ومِلاكه، وهي كِفَّة الميزان، ولي في بني فلان بِغية، وهي الإصْبَعُ (بفتح الباء)، وهي إضبارة من كتب وإضمامة، والسِّوار بيد، وهي الإبهام للاصبع وأما البهام فجمع البهم، وشهدنا إملاكَ فلان. وكل اسم في أوله ميم زائدة مما ينقل ويعمل به فهو مكسور الأول، نحو قولك: مِلحفة ومِلحف، ومِطرقة ومِطرق، ومِروحة ومِرآة وتجمعها ثلاث مرأءٍ فاذا كثرت فهي المرايا، ومِئزر ومِحلب للذي يحلب فيه، ومِخيط ومِقطع ومِبرد، إلا أحرفاً جئن نوادر بالضم وهي مُدهَن ومُنخُل ومُسعُط ومُنصب ومُكحلة. ومنه تقول هو الدِّهليز والمِنديل والقِنديل. ورجلٌ شرِّيب وسِكِّير وخِمِّير ونحو ذلك. وهو البِطِّيخ. ومنه تقول الماءُ شديد الجِرية وهو حَسنُ الرِّكبة والمِشية والجِلسة والقِعدة تعني الحال التي تكون عليها. ومنه تقول هي الضِّلع والقِمع والنِّطع والشِّبع.”
قل: نَشِقْتُ منه ريحاً طيبة
ولا تقل: نَشَقْتُ منه ريحاً طيبة
ونأخذ مما جاء في كتاب فائت صحيح ثعلب في “باب فَعِلَ يَفْعَلُ” ما يلي: “بَشِشْتُ بالقوم أبَشُّ، وبَحِحْتُ أبَحُّ، وقد نَشِقْتُ منه ريحاً طيبة أنشَقُ، ونَشِفَت الأرضُ بالماءِ تَنْشَفُهُ، وهَشَشْتُ للمعروف أهَشُّ، ورَكِنْتُ اليه أركَنُ، وقد عَكِرَ النبيذُ يَعْكَرُ إذا خَثُرَ، وقد غَمِطَ الناسَ يَغْمَطُهُم إذا احتقرهم، وغَمِطَ النعمة: كَفَرَها.”
قل: فحص الطبيب قَرْنِيَّة عينه
ولا تقل: فحص الطبيب قَرَنِيَّة عينه
وكتب البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: “وهي الطبقة القَرْنِيَّة (بسكون الراء) لإحدى طبقات العين لأنها تشبه القرن في لونه. وقول الأطباء “القّرَنِيَّة” بالفتح لا وجه له.”
قل: أوقات الدِّوام (بكسر الدال) والمداومة
ولا تقل: أوقات الدَّوام (بفتح الدال)
وكتب مصطفى جواد: “وذلك لأن “الدِّوام” مصدر الفعل “داوم يداوم” ومصدره الثاني هو المداومة، تقول “داوم على الأمر يداوم عليه دِواماً ومداومة” أي واظب عليه. فداوم دِواماً ومداومة مثل “قاوم قِواماً ومقاومة” و “عاون عواناً ومعاونة” و “ساوم سِواماً ومساومة” و “هاود هِواداً وهاودة”، والظاهر ان “الدَّوام” بفتح الدال من مصطلحات الأتراك العثمانيين، وبقي دائراً على الألسنة على الخطأ الذي في تلفظه اليوم.
هذا إنما قلنا “دِوام” بتصحيح الواو لأنها متحركة في الفعل “داوم” ولم يصبها إعلال يورثها الإبدال، وذلك نحو “لاوذ يلاوذ لِواذاً”. ورب قائل يقول: لماذا لا نجعل الدوام من “دام يدوم” لا من “داوم” فأقول: لا يصح ذلك لأنك تقول “داوم على وظيفته ولم يداوم على غيرها”، ولا أنت تقول: “دام على وظيفته: إلا لمعنى آخر هو البقاء عليها وعدم تغييرها والإستبدال بها.”
قل: جازت عليه الحيلة
ولا تقل: إنطلت عليه الحيلة
وكتب اليازجي: “ويقولون انطلت عليه الحيلة أي جازت وراجت وطلى عليه المحال أي موهه وأجازه ولم ينقل شيء من ذلك عن العرب وإن كان له وجه في الإشتقاق”.
قل: هذا فعل شائن يَشين صاحبه شينا
ولا تقل: مشين يُشين صاحبه إشانة
كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الفعل ثلاثي واقع أي متعد. تقول “شانه يشينه شيناً” أي عابه يعيبه عيباً فهو ضد زانه يزينه زيناً، فاسم الفاعل منه “شائن” واسم المفعول “مشين”، وفي لغة أخرى “مشيون” نحو “دائن ومدين ومديون” من “دانه يدينه ديناً”. قال ابن فارس في المقاييس: “الشين والياء والنون كلمة تدل على خلاف الزينة، يقال شانه خِلاف زانه”.
وقال الجوهري في الصحاح: “الشَيْنُ: خلاف الزَيْنِ. يقال: شانَهُ يَشينُهُ.
والمَشايِنُ المَعايب والمقابح. وقول لبيد:
بِعودِ السَراءِ عند بابٍ مُحَجَّبِ يَشينُ صِحَاحَ البيدِ كلَّ عَشِـيَّةٍ
يريد أنّهم يتفاخَرون ويحطُّونَ بقسيِّهم على الأرض، فكأنّهم شانوها بتلك الخطوط.” وقال الزمخشري في أساس البلاغة: “هو فعل شائن وهذه شائنة من الشوائن ووجهك شين ووجهي زين”. وقال الفيومي في المصباح المنير: “شانه شيناً من باب باع والشين خلاف الزين، وفي حديث (ما شانه الله بشيب) والمفعول مشين على النقص”.
وورد في لسان العرب: “الشين خلاف الزين وقد سانه يشينه شيناً… وفي حديث أنس يصف شعر النبي (ص): ما شانه الله ببيضاء، اشلين العيب. قال المبارك بن الأثير: جعل الشيب ههنا عيباً وليس بعيب فإنه قد جاء في الحديث انه وقار وانه نور…”.
وقال الفيروزأبادي في القاموس المحيط: “شانَهُ يَشِينُهُ: ضدُّ زَانَهُ.”.
هذا ما ورد في أكثر كتب العربية وقرأت في معجم الشعراء للمرزباني قول محمد بن عيسى بن طلحة القرشي التيمي:
اجعل قرينك من رضيت فِعاله واحذر مقارنة القرين الشائن
كم من قرين شائن لقرينه ومهجِّن منه لكل محاســـن
وقرأت فيما نقل أبو حيان التوحيدي من كلام الفلاسفة في كتابه الإمتاع والمؤانسة: “فلم جَمعتم بين مفترقين، وفرقتم بين مجتمعين هذا والله الجهل المبين والخُرْق المشين”. فاسم الفاعل هو “شائن” واسم المفعول “مشين” ولا يجوز سماعاً ولا قياساً أن يقال “مُشين” بمعنى “شائن”. إلا أن القياس يجيز لنا أن نقول “مُشَيّن” للمبالغة من شَيَّنه تشييناً، كما قالت العرب “زّيَّنه تزييناً”.
فقل: هذا فعل شائن أو مُشَيّن، ولا تقل: مُشين.
قل: صدر من فلان فعلٌ مَشِينٌ
ولا تقل: صدر من فلان فعلٌ مُشِينٌ
وكتب عبد الهادي بوطالب: “فعله شان يشين شَيْناً وهو متعدٍّ بمعنى عاب الشيءَ وشوّهه وعكسه زان يزين زَيْنا واسم الفاعل منه شائن، واسم المفعول مَشِين. ونقول . “صدر من فلان فعلٌ مَشِينٌ” (أي مُسْتَقْبَح). ونقول أيضا: “فعله شائن” من شانَ الفعلُ إذا قَبُح. وفي بعض اللهجات العربية وخاصة بالعراق يقال: مشِين (بكسر الشين) للحكم على شيء أو أشياء بالقبح. كما نقول في لهجة المغرب “حْشُومة” أي شيء يُحتشَم من فعله. ولا يصح القول : “هذا عمل مُشين” بضم الميم لأنه لا يوجد في اللغة الفعل الرباعي “أشان”.
ونقيس على لفظ مشين ما يشابهه في الكلمات التالية وهي في صيغة اسم مفعول. فنقول : “مَدينٌ من دان يَدِين. أما المُدَان فهو الشخص الذي أُدين على ذنب أو جريمة. أو هو الفعل المُدان. ومن المعروف الحكمة القائلة : “كما يَدين الفتى يُدان”.
ونقول مَضْيَق وصوابها في فصيح اللغة مَضيق. ونقول : “مَضيق جبل طارق”. والمدينة المعروفة بشمال المغرب باسم المَضْيَق يحسن أن تدعى “المَضيق”. ومعيب هو أيضا اسم مفعول من فعل عاب يعيب عيبا. واسم الفاعل منه عائبٌ. نقول : “هذا عمل مَعيبٌ في حد ذاته”، كما نقول مَشين.”
ويبدو ان استعمال مَضْيق سائد في المغرب العربي حيث لا وجود له في المشرق العربي لأن أهل المشرق لايعرفون سوى مَضِيق.
قل: ماتَ مِيِتَة سُوء
ولا تقل: ماتَ مَيْتَة سُوء
كتب الزبيدي: “يقولون ماتَ “مَيْتَة سٌوء بالفتح، يعنون الهيئة التي كان عليها موتُه مثل “القِعدَة” و “الجِلسَة”، والصواب “مِيْتَة” بكسر الميم. وأمَّا “المَيْتَة” فهو ما مات من الحيوان، واصل “المَيْتَة” “المَيِّتَة” فخفف مثل “هَيَّن” و “هَيْن” و “لَيِّن” و “لَيْن”. وحدثنا أبو علي قال حدثنا أبو بكر الأنباري قال حدثنا أحمد بن يحيى قال: قال رجل من الأعراب: اللهم إني أسألك مِيْتَة كمِيتة أبي خارجةّ قيل: وما كانت مِيتَةُ ابي خارجة؟ قال: أكلَ بَذَجَاً وشرِب مِشْعَلاً فَلَقي الله شَبعانَ رَيَّان”. والبذج: الخروف، والمشعل: زق الخمر.”
قل: هي كُلية
ولا تقل: هي كُلوَة (أو كِلية)
كتب الضبي: “يقال: هي الكُلية، وجمعها كُلًى. والعامّة تقول: كُلوة.”
(وما زال عامة أهل العراق يقولون “جُلوة” بالجيم الأعجمية يريدون “كُلوة” التي أشار الى استعمالها الضبي قبل قرون)
قل: غَرْبَلَ الحِنطَةَ بِمُغَرْبِلٍ
ولا تقل: غَرْبَلَ الحِنطَةَ بِغِرْبال
كتب الزبيدي: “ويقولون للذي ينخل به الحِنطة “غِرْبال” والصواب “مُغَرْبِل”، تقول غَرْبَلْتُ الشيء إذا جَلَّلْتَه وأخَذْتَ خِيارَه، فهو مًغَرْبَلٌ.
والمُغَرْبَلُ: المقتول المُنتَفِخ، قال الراجز:
أحيا أباهُ هاشمُ بن حَرْمَلَهُ
تَرَى الملوكَ حَولَه مُغَرْبَلَهْ
يَقْتُلُ ذا الذَّنْبِ ومن لا ذَنْبَ لهْ
وقال ابن الأعرابي، قوله “مُغَرْبَلَهْ” يعني أنه ينتقي السادات فيقتلهم، من قولك غَرْبَلْتُ الطعام إذا انتقيت خِياره.”
قل: وضع على البئر بَكْرَةً
ولا تقل: وضع على البئر بَكَرَةً
كتب المقدسي: ويقولون لِما يُسْقَى عليه من البئْرِ: بَكَرَة . وصوابه: بَكرَة.
قل: ارتفع الدخان إلى عَنَان السماء
ولا تقل: ارتفع الدخان إلى عِنَان السماء
وكتب عبد الهادي بوطالب: “عِنان (بكسر العين) هي غير عَنان بفتحها.
العِنان أصْله اللِّجَام الذي تُمسَك به الدابة، لكنه يُستعمل استعمالا أوسع فيقال : “أطلق لنفسه العِنان في الحديث”. أي سمح لنفسه بالتحدث بحرية. و”أرخى له العِنان في العطاء” أي وسَّع عليه.
أما العَنَان (بفتح العين) فهو سحاب السماء. أو ما ارتفع من السماء. ونقول: “الطائرات المحلِّقة في عَنَان السماء”. و”ارتفع الدخان إلى عَنَان السماء”.”
قل: أدخل وصول الجيش طمأنينةً لهم
ولا تقل: أدخل وصول الجيش تَطميناً لهم
كتب خالد العبري: من الكلمات التي شاعت في لغتنا حديثاً كلمة “تطمين” مصدراً لـ “طَمَّنَ” المضعف بمعنى سَكَّنَ وقد استعملها بعض الشعراء يقول أحدهم (من الكامل):
لي يا ابن ودّي مسكنٌ من أصله ما في قيام بنائه تمكينُ
وشتاءُ هذا العام زعزعهُ ولم يبقى به أمنٌ ولا تَطمينُ
ونقول: ليس في اللغة “طَمَّنَ” قط، ولم يُستعمل هذا الفعل مجرداً بل استُعملَ مَزيداً فقط، وقد خرج منه:
- “إطْمَأنَّ يَطْمَئِنُّ” ومصدره “إطْمِئنانٌ و طُمَأنينةٌ”.
- و “طَمأنَ يُطَمِنُ” ومصدره “الطَّمأنَةُ”، وقد استعمل مقلوباً فقيل: “طَأمَنَ” وكلاهما بمعنى واحد. يقول الجوهري في الصحاح: “وطَمأنَ ظهره وطامَنَه بمعنى، على القلب، وطَأمنتُ منه: سَكَّنتُ”.
ويجمع هذه الأفعال الثلاثة “إطمَأنَّ و طَمأنَ وطَأمَنَ” معنى واحد وهو السكون، ومنه قوله تعالى: “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تَطمَئن القلوب” أي تسكن وتثبت.
فالصواب إذن أن يُستعمل الفعل “طَمأنَ” الذي مصدره: طَمأنَةٌ”، تقول: طَمأن يُطمِئِنُ طَمأنةً، واسم الفاعل منه “مُطَمئِنٌ” واسم المفعول “مُطَمْأَنٌ”.
قل: أولئك قوم سلخت أقفاؤهم بالهجو
ولا تقل: أولئك قوم سلخت أقفيتهم بالهجو
كتب الحريري: “ويقولون في جمع رحى وقفا: أرحية وأقفية، والصواب فيهما أرحاء وأقفاء كما روى الأصمعي أن أعرابيا ذم قوما، فقال: أولئك قوم سلخت أقفاؤهم بالهجو، ودبغت جلودهم باللؤم، وأنشد ابن حبيب:
دعتني النساء الهاملات عيونها ** ومالي من بعد النساء بقاء
على حالة لا يعرف الكلب أهله ** لهن أنين تارة وعواء
فقلت لهم خلوا سبيل نسائنا ** فقالوا: وأنى للذليل نساء
فقلت: أبينا ما تقولون إننا ** بنو الحرب فينا للإباء إباء
إذا الجحفات السمركن وقاءكم ** فليس لنا إلا الصدور وقاء
فولوا بأقفاء الإماء كأنهم ** لدى الروع معزى ما لهن رعاء
وإنما جمع رحى وقفا على أرحاء وأقفاء لأنهما ثلاثيان والثلاثية على اختلاف صيغها تجمع على أفعال لا على أفعلة، وإنما فعال على اختلاف فائه يجمع على أفعلة نحو قباء وأقبية وغراب وأغربة وكساء وأكسية، وعلى مقاد هذا الأصل يجمع ندى على أندية فأما قول ابن محكان:
في ليلة من جمادى ذات أندية ** لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا
فقد حمله بعضهم على الشذوذ وبعضهم على وجه ضرورة الشعر.
وقال آخرون: بل هو جمع الجمع فكأنه جمع ندى على نداء مثل جمل وجمال ثم جمع نداء على أندية، مثل رشاء وأرشية.
وجوز أبو علي الفارسي أن يكون جمع ندى على أند كما يجمع فعل على أفعل، نحو زمن وأزمن ثم ألحقه علامة التأنيث التي تلحق الجمع في مثل قولك: ذكورة وجمالة، فصار حينئذ أندية.
وكان أبو العباس المبرد يرى أنه جمع ندي وهو المجلس، لا جمع ندى، واحتج في ذلك بأن من عادة العرب عند اختلاف الأنواء وإمحال السنة الشهباء أن يبرز أماثل كل قبيلة إلى ناديهم، فيواسوا بفضلات الزاد، ويصرفوا ما يقمر في الميسر إلى محاويج الحي، وهذا هو نفع الميسر المقرون بنفع الخمر في قوله تعالى : “وإثمهما أكبر من نفعهما”. “
وفوق كل ذي علم عليم!
وللحديث صلة….
عبد الحق العاني
15 تشرين الأول 2016