الجزء السابع – الإبادة في غزو العراق واحتلاله

كتب المحافظون الجدد في 26 كانون الثاني 1998 وبعد ثماني سنوات من عقوبات الإبادة الجماعية رسالة إلى الرئيس كلينتون أعربوا فيها عن عدم اكتراثهم الاستكباري بالقانون الدولي والمجتمع الدولي قائلين:

 

… لا يمكن أن تستمر السياسة الأمريكية مصابة بالشلل بسبب الإصرار المضلل على الإجماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .

 

و نشر في 2 شباط 1998 مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) مقالاً لأحد أعضائه البارزين وهو روبرت كاغان قدم فيه وصفًا واضحاً لكيفية رؤيته للشرق الأوسط تحت الهيمنة الصهيونية:

 

إن التدخل الناجح في العراق من شأنه أن يحدث ثورة في وضع خطط السوق في الشرق الأوسط بطرق ملموسة وغير ملموسة وكل ذلك لمنفعة المصالح الأمريكية. وسيؤدي استمرار الفشل في اتخاذ مثل هذا الإجراء ضد صدام إلى تآكل موقفنا السوقي بشكل تدريجي وسيضع العالم على علم مع بداية القرن الحادي والعشرين بأن الأمريكيين مثل الفرنسيين والبريطانيين في الثلاثينيات قد فقدوا أعصابهم

 

أظهر مشروع القرن الأمريكي الجديد الغطرسة التي تعامل بها الاستكباريون باستمرار مع الأمم المتحدة وعدوها امتداداً لوزارة الخارجية وجاء المقال الذي نشره جون بولتون في 9 آذار 1998 ليقول: “ليس من الصعب فهم سبب ذهاب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى بغداد. …. ما يصعب فهمه هو لماذا سمحت له إدارة كلينتون بالذهاب على الإطلاق أو سمحت له بأي مرونة تفاوضية .”

 

وأعاد مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) في 16 تشرين الثاني 1998 نشر افتتاحية بقلم روبرت كاجان في ويكلي ستاندرد بعنوان “كيف نهاجم العراق” جاء فيها: “قال مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت في كانون الثاني الماضي إن العراق لديه بالفعل” الخبرة التقنية “لإنتاج أسلحة عضوية (بيولوجية) في غضون أسابيع.” ووفقاً لمفتش الأسلحة السابق لدى الأمم المتحدة سكوت ريتر:

 

عندما بدأت الضربات أعلن الوزير كوهين أن “الهدف من الهجوم هو ملاحقة تلك المواقع الكيماوية أو البيولوجية أو أسلحة الدمار الشامل إلى أقصى حد ممكن”. ثبت أن هذا ادعاء مصطنع ومضلل. عندما انتهت الضربات علمنا أن المخططين العسكريين قرروا عدم استهداف منشآت إنتاج الأسلحة بعد كل شيء لأنهم كانوا قلقين بشأن تعريض المدنيين الأبرياء للعوامل الكيميائية والبيولوجية  .

 

كان كاجان يعلم جيداً بحلول عام 1999 مثل أي شخص آخر أنه لا توجد منشآت لتصنيع الأسلحة في العراق بعد أن قام مفتشو الأمم المتحدة بتفتيش كل جزء من البلاد لمدة ثماني سنوات. ولو كان لمثل هذه المنشئات وجود هناك بالفعل في كانون الثاني 1999 لكان سكوت ريتر وزملاؤه مفتشو الأمم المتحدة على الأرض قد تحققوا منها دون الحاجة إلى ضربها من الجو. لكن كاغان قصد بوعي كامل تضليل الناس.

كان هناك هدوء في نشر مشروع القرن الأمريكي الجديد بين آذار 1999 وتموز 2002 حيث ظهرت سبعة منشورات فقط على موقعهم على شبكة المعلومات. وبدأ مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) نشاطه مرة أخرى في تموز 2002 وقام بتكثيف هذا النشاط مع اقتراب الغزو. ونحن نستنتج أن هذا حدث عندما علم مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) أنه تم تحديد الجدول الزمني النهائي لغزو العراق وأنه كان من الضروري إعداد الرأي العام الأمريكي .

 

جاء أول مؤشر واضح من مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) على اتخاذ قرار ملموس لغزو العراق في نشره لمقال بقلم كاغان في تموز 2002 أكد فيه قناعتنا بأن غزو العراق كان محورياً في خطة السوق الصهيونية لإخضاع العالم العربي: 

 

لكن العراق ليس “نافذة”. إنه محور تاريخي. وسواء نجح عراق ما بعد صدام حسين أو فشل فإنه سيشكل مسار سياسات الشرق الأوسط وبالتالي السياسة العالمية الآن وفي الفترة المتبقية من هذا القرن.

 

إن الأوروبيين قلقون بشأن ذلك وهم محقون في فعل ذلك. وإذا كان صحيحاً أن الغزو قد يكون بعد ستة أشهر فقط فسيكون هذا هو الوقت المناسب لبدء التفكير في يوم الانتصار زائداً واحد.

 

قد لا يكون العراق مختلفاً إلى هذا الحد فهو محاط بأصدقاء ضعفاء مثل تركيا والدول العربية ذات الشرعية الضعيفة كالأردن والمملكة العربية السعودية ودول مثيرة للقلق مثل إيران وسورية. ولهذا فإن نجاح العراق بعد سقوط صدام حسين سيكون مصلحة أمريكية حيوية إذا كانت هناك حاجة لذلك في أي قت مضى. وإذا ذهبت الولايات المتحدة إلى العراق فمن الأفضل أن تكون مستعدة للبقاء هناك مهما استغرق الأمر. عندما يوضح الرئيس بوش لحلفائنا الأوروبيين أنه يتفهم ذلك فإن بعضهم على الأقل قد يتنفس بشكل أسهل قليلاً وسنفعل نحن ذلك أيضاً

 

إن العينة المذكورة أعلاه من الكتابات التي روج لها مشروع القرن الأمريكي الجديد وحقيقة أن إدارة بوش قررت في 12 أيلول 2001 وجوب استهداف العراق توضح كيف تم التخطيط لغزو العراق بشكل مستقل وبغض النظر عن أية مزاعم لاحقة حول تهديد وهمي من أسلحة الدمار الشامل. كان لا بد من غزو العراق لأنه شكل النقطة المحورية في السيطرة على العالم العربي وإعادة تشكيله للقرن الحادي والعشرين.

 

ما بعد الحادي عشر من أيلول

 

إن أي شخص يقرأ كتاب الصهيونية في عصر الدكتاتوريين لن يجد صعوبة في قبول النظريات الممكنة حول تواطؤ بعض الدوائر الرسمية الأمريكية في هجوم  11  أيلول. ولم يكن من غير المعقول أن بعض الدوائر في الولايات المتحدة أرادت تسريع تنفيذ خطة السوق الخاصة بالعراق وبقية العالم العربي من خلال الهجوم على أبراج نيويورك. لم يكن المزاج العام بعد الهجوم مختلفاً عن المزاج الذي أعقب الهجوم على بيرل هاربور فتم منح الاستكباريين حرية التصرف في شن الحرب مع الإفلات من العقاب وحرية من الرقابة العامة بحجة أنهم كانوا يتصرفون للدفاع عن الأمة.

 

كان الحادي عشر من أيلول الهدية التي كان بوش ومجموعته من المحافظين الجدد ينتظرونها فبها حصلوا على مسوغ الحرب. والمهم هنا هو كيف أرادت الولايات المتحدة استخدام الهجوم كذريعة لغزو العراق. ستظهر الأحداث التالية بوضوح أن الولايات المتحدة لم تكن مهتمة بمن نفذ هجوم 11 أيلول لكنها كانت مهتمة أكثر بكيفية استخدام الحدث كغطاء لتوريط العراق. فبعد ساعات قليلة من هجوم الحادي عشر من أيول عقد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عدة اجتماعات داخل وزارته. وقد تم رفع السرية عن النقاشات التي دارت في الاجتماع والتي سجلها ستيفن كامبون النائب الأول للوكيل الرئيس لوزارة الدفاع للسياسة وتم تسريبها إلى أخبار سي بي إس وتم رفع السرية عنها لاحقاً في شباط 2006 استجابة لطلب من طالب القانون والمدون ثاد أندرسون بموجب قانون حرية المعلومات الأمريكي. وفيما يلي بعض الملاحظات كما ذكرت من قبل (History Commons). 

 

12:05 مساءً 11 أيلول 2001: يرى رامسفيلد أن الأدلة على دور القاعدة ليست جيدة بما فيه الكفاية

أخبر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تينيت وزير الدفاع رامسفيلد عن مكالمة هاتفية تم اعتراضها في وقت سابق من اليوم في الساعة 9:53 صباحاً تحدث فيها أحد عملاء القاعدة عن هدف رابع قبل تحطم الرحلة 93 مباشرة. يسجل مساعد رامسفيلد ستيفن كامبون أفكار رامسفيلد في ذلك الوقت وسيتم تسريب الملاحظات التي تم تدوينها لاحقاً إلى شبكة سي بي إس نيوز. ووفقاً لشبكة سي بي إس “شعر رامسفيلد أن الأمر” غامض”  وأنه ” قد لا يعني شيئًا”  وأنه “لا يوجد أساس جيد للركون إليه”. وبعبارة أخرى لم يكن الدليل واضحاً بما يكفي لتسويغ عمل عسكري ضد بن لادن “. [أخبار سي بي إس 9/4/2002[

 

 2: 40)بعد الظهر) 11 أيلول 2001: رامسفيلد يريد إلقاء اللوم على العراق

يقوم مساعد وزير الدفاع رامسفيلد ستيفن كامبون بتدوين الملاحظات نيابة عن رامسفيلد في مركز القيادة العسكرية الوطنية. يتم تسريب هذه الملاحظات إلى وسائل الإعلام بعد عام تقريباً. وفقا للملاحظات وعلى الرغم من أن رامسفيلد قد حصل بالفعل على معلومات تشير إلى أن هجمات 11 أيلول قد نفذتها القاعدة (انظر 12:05 مساء 11 سبتمبر 2001) فلم يتم تقديم أي دليل حتى الآن يشير إلى أي تورط عراقي وكان أكثر اهتماما بإلقاء اللوم على العراق. وبحسب ملاحظات مساعديه فإن رامسفيلد يريد “أفضل المعلومات بسرعة. الحكم على ما إذا كانت جيدة بما يكفي لضرب S.H. [صدام حسين] في نفس الوقت. ليس فقط أسامة بن لادن. … بحاجة للتحرك بسرعة انطلق بشكل هائل.

اكتساح كل شيء. الأشياء ذات الصلة أو ليست كذلك . “

 

نحن نعتقد أن الملاحظات أعلاه هي دليل كاف لإثبات أن الاستكبار الأمريكي كان مصمماً على تدمير العراق بغض النظر عن السبب. وتعليقاً على الأحداث المذكورة أعلاه كتب جيمس مور:

 

ما لم يكن رامسفيلد قد مر بلحظة ملهمة بينما كانت بقية الأمة في حالة صدمة فإن الملاحظات هي دليل قاطع على أن إدارة بوش كانت لديها خطط بشأن العراق وصدام حسين قبل أن يرفع الرئيس يده لأداء اليمين .

 

أما صحيفة الغارديان في لندن فقد علقت على الكشف عن الملاحظات كما يلي:

 

…. تثبت هذه الملاحظات أن بغداد كانت في مرمى نظر البنتاغون بمجرد تنفيذ الخاطفين ضرباتهم.

 

كانت الخطط الخاصة بالعراق قد بدأت بالفعل في التسعينيات حتى قبل أن يصبح جورج دبليو بوش رئيساً. وفيما يلي بعض الأمثلة على البيانات والمقابلات والإجراءات التي تدعم هذه القناعة.

 

فوفقاً لريتشارد كلارك الموظف السابق في البيت الأبيض: “إذن ما كان عاجلاً بالنسبة لهم (إدارة بوش) هو العراق. لم يكن تنظيم القاعدة مهما بالنسبة لهم .

 

أما ميكي هيرسكويتز الذي كان كاتباً من تكساس تم توظيفه لمساعدة الرئيس بوش في بناء سيرته الذاتية للترشيح فقد قال للصحفي المستقل والمدون روس بيكر في محادثة مسجلة:

 

كان [بوش] يفكر في غزو العراق عام 1999…. كان ذلك في ذهنه. قال لي: “أحد مفاتيح الظهور كقائد عظيم هو أن يُنظر إليك كقائد أعلى … لقد تراكم لدى والدي رأس المال السياسي الكبير عندما طرد العراقيين من الكويت وأهدره … إذا سنحت لي فرصة للغزو … إذا كان لدي الكثير من رأس المال فلن أضيعه. سأحصل على كل شيء أرغب في تمريره وسأحظى برئاسة ناجحة.

 

عندما سأله مراسل فوكس نيوز بريت هيوم خلال المناظرة التمهيدية الجمهورية في نيو هامبشاير في 2 كانون الأول 1999 ما الذي سيفعله بشكل مختلف عن كلينتون فيما يتعلق بصدام حسين أجاب بوش: “لن أخفف العقوبات ولن أحاول التفاوض معه. سأحرص على التأكد من التزامه بالاتفاقيات التي وقعها مرة أخرى في أوائل التسعينيات. سأقوم بمساعدة جماعات المعارضة. وإذا وجدت بأي شكل أو طريقة أو مظهر أنه كان يطور أسلحة دمار شامل فسأتخلص منه. أنا مندهش من أنه لا يزال هناك. أعتقد أن الكثير من الناس كذلك . ولأن هيوم كان يعتقد على ما يبدو أن بوش كان يشير إلى صدام فقد سأله: “التخلص منه”، فأجاب بوش: “التخلص من أسلحة الدمار الشامل” . من المؤكد أن هذا لا يفسر العبارة السابقة “أنا مندهش من أنه ما يزال هناك.”

 

قال بوش خلال المناقشة الرئاسية الثانية في 11 تشرين الأول 2000 : “… لا نعرف ما إذا كان يطور أسلحة دمار شامل. من الأفضل ألا يكون أو ستكون هناك عاقبة إذا صرت رئيساً. أتمنى أن أتمكن من إقناع الناس أنني يمكنني التعامل مع الوضع العراقي بشكل أفضل. أعني ، نحن لا – “. عندما سأله جيم ليرر رئيس الجلسة: “هل تقصد إخراج صدام حسين من هناك؟” أجاب بوش: “أود بالطبع ذلك وأفترض أن هذه الإدارة تريد ذلك أيضاً .”

 

قال الجنرال ويسلي كلارك الفريق الأول المتقاعد في الجيش الأمريكي والقائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي خلال حرب كوسوفو ما يلي في مقابلة مع موقع “الديمقراطية الآن”:

 

… ما حذرت بشأنه عندما أدليت بشهادتي أمام الكونجرس عام 2002 قلت إذا كنت تريد أن تقلق بشأن دولة فلا ينبغي أن تكون العراق بل يجب أن تكون إيران. لكن هذه الحكومة، إدارتنا، أرادت القلق بشأن العراق وليس إيران …. كنت أعرف السبب لأنني مررت بالبنتاغون بعد 11 أيلول مباشرة. بعد قرابة عشرة أيام من أحداث الحادي عشر من أيلول مررت بالبنتاغون ورأيت الوزير رامسفيلد ونائب وزير الدفاع وولفويتز. نزلت إلى الطابق السفلي فقط لألقي التحية على بعض الأشخاص في هيئة الأركان المشتركة الذين اعتادوا العمل لدي واستدعاني أحد الجنرالات وقال: “سيدي يجب أن تأتي وتتحدث معي ثانيا.” قلت: “حسناً أنت مشغول جداً.” قال: “لا، لا. لقد اتخذنا القرار بأننا سنخوض حرباً مع العراق”. كان هذا في أو قرابة 20 أيلول. قلت: “نحن ذاهبون للحرب مع العراق؟ لماذا ا؟” قال: “لا أعرف. ثم قال: “أعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون غير ذلك.” فقلت: “حسناً هل وجدوا بعض المعلومات التي تربط صدام بالقاعدة؟” قال: “لا، لا. لا يوجد شيء جديد بهذه الطريقة. لقد اتخذوا للتو قرار شن الحرب مع العراق. أعتقد أن الأمر يشبه أننا لا نعرف ماذا نفعل حيال الإرهابيين لكن لدينا جيشاً جيداً ويمكننا إسقاط الحكومات”. وقال: “أعتقد أنه إذا كانت الأداة الوحيدة التي لديك هي المطرقة فكل مشكلة يجب أن تبدو وكأنها مسمار .

 

وقال وزير الخارجية كولن بأول في أيلول 2002 متحدثاً إلى أخبار فوكس يوم الأحد:

 

وهذا هو السبب في أن سياسة هذه الحكومة هي الإصرار على نزع سلاح العراق وفقاً لبنود قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ونعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك هي تغيير النظام ولهذا السبب كانت هذه سياسة الولايات المتحدة على الرغم من أنها ليست سياسة الأمم المتحدة ….

 

… والولايات المتحدة التي غالباً ما تتهم بأنها تتصرف بأحادية تعيد المشكلة الآن إلى مصدرها الأصلي، الأمم المتحدة، وتقول هذه هي القضية. لقد انتهكوا كل هذه القرارات وكل هذه الشروط ضمن القرارات. ولم يعد بإمكاننا الابتعاد ولم يعد هذا خياراً كما قال الرئيس وكما قال رئيس الوزراء بلير. لم يعد خياراً تجاهل هذا ببساطة وعدم القيام بأي شيء .

 

في 19 أيلول 2002 سُئل الرئيس بوش في فرصة لالتقاط الصور مع وزير الخارجية كولن باول في المكتب البيضاوي عن القرار الذي كان يرسله في ذلك اليوم إلى الكونغرس: “ما مدى أهمية أن يمنحك هذا القرار تفويض استخدام القوة؟” أجاب: “سيكون ذلك جزءاً من القرار الإذن باستخدام القوة. إذا كنت تريد الحفاظ على السلام يجب أن تحصل على إذن لاستخدام القوة . “

 

نتج عن ذلك قرار مشترك من قبل مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة الأمريكية في الكونغرس في 2 تشرين الأول 2002 بشأن “التفويض باستخدام القوة العسكرية ضد العراق .” 

 

ألمح الرئيس بوش في تشرين الأول 2002 في مركز متحف سينسيناتي بقوة إلى الأسلحة النووية قائلاً:

 

لقد عشنا رعب 11 أيلول. لقد رأينا أن أولئك الذين يكرهون أمريكا مستعدون لتحطيم الطائرات بمباني مليئة بالأبرياء. لن يكون أعداؤنا أقل استعداداً بل في الواقع سيكونون متحمسين لاستخدام أسلحة بيولوجية أو كيميائية أو نووية. …

 

لذلك يجب على أمريكاً إدراكاً منها لهذه الحقائق ألا تتجاهل التهديد الذي يتجمع ضدنا. في مواجهة الدليل الواضح على الخطر لا يمكننا انتظار الدليل النهائي – مسدس يدخن – والذي يمكن أن يأتي على شكل سحابة كالفطر

 

يجب أن نؤكد هنا أن كل ما سبق كان يحدث عندما لم تكن هناك مؤشرات أو اكتشافات بشأن أسلحة الدمار الشامل. كما لم يكن هناك أي دليل على امتلاك العراق القدرة على إستعمال أي سلاح على افتراض أنه يمتلكه. وهكذا كانت الولايات المتحدة تجهز العالم لعدوانها القادم.

 

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image