صفحات من ترجمة كتاب “الإبادة في حصار العراق” – 14

صفحات من ترجمة كتاب “الإبادة في حصار العراق” – 14

تأليف: د. عبد الحق العاني و د. طارق العاني

ترجمة: د. طارق العاني

================================================

 

خطة البعث لتوفير الخدمة الصحية المجانية للجميع

أكدت المادة 33 من الدستور المؤقت لعام 1970 على التزام الدولة بالتوسع المستمر في الخدمات الطبية المجانية والوقاية والعلاج والأدوية في جميع المدن والمناطق الريفية.

 

وتوقعت خطة التنمية الوطنية فيما يتعلق بالخدمات الطبية والصحية زيادة بنسبة 43٪ في عدد أسرة المستشفيات. كما ركزت على العلاجات الوقائية من خلال تعزيز مشاريع مثل مشروع القضاء على الملاريا ومشروع مكافحة السل.

 

وتوقعت الخطة أيضاً زيادة توفر المياه الصالحة للشرب للمواطنين بنسبة 214٪ عما كان موجوداً في بداية خطة التنمية. وقد شرع البعث في حملة لتحسين الخدمات الصحية في العراق من خلال بناء مئات المستشفيات والمراكز والعيادات الصحية وتطوير التأمين الصحي وإنشاء المختبرات العامة والخاصة والصيدليات ومراكز الأمومة والطفولة وتدريب وتعليم الآلاف من الملاك الطبي المتخصص بجميع أنواعه وفروعه وطب الأسنان والصيدلة.

 

النجاح في توفير مياه الشرب

تمتع سكان العراق قبل العقوبات بمستوى عالٍ نسبياً من خدمات المياه والصرف الصحي. وبلغت نسبة الوصول إلى المياه الصالحة للشرب في المناطق الحضرية 95٪ بمعدل 330 لتراً للشخص الواحد يومياً في بغداد و250-300 لتر للشخص الواحد يومياً في المدن والبلدات الأخرى. وبلغت نسبة تغطية المياه في المناطق الريفية 75٪ بمتوسط 180 لتراً للفرد في اليوم. وتم تحقيق ذلك من خلال منظومة تتكون من 210 محطة لمعالجة المياه و1200 محطة متنقلة للاستخدام الريفي في المقام الأول و50 محطة ضخ و 40000 كم من خطوط الأنابيب.

 

تم تنفيذ الحملة من خلال الإجراءات التالية:

 

1. توفير شبكات مياه الشرب من خلال محطات تنقية المياه في جميع أنحاء البلاد.

2. توفير شبكات الصرف الصحي في المدن العراقية.

3. بناء المستشفيات والمراكز الصحية في أنحاء العراق.

4. إصدار قانون الرعاية الصحية الأساس لتقديم الخدمات الصحية المجانية للمواطنين وخاصة الحوامل والأطفال وكذلك تغطية برنامج الصحة المدرسية.

5. إصدار قانون التأمين الصحي في المحافظات.

6. إصدار قانون العيادات الشعبية التي تقدم خدمات مجانية تقريباً في مراكز المحافظات.

7. العمل على توعية الجمهور بالصحة وإقامة دورات مكثفة للعاملين الصحيين لتنفيذ العمل.

8. الشروع في حملة للقضاء على الأمراض المعدية والأمراض الطفيلية التي كانت تنهك صحة المواطنين العراقيين منذ عقود.

9. بناء المعامل والمصانع المنتجة للأدوية والمضادات الحيوية.

10. إنشاء ملاكات طبية وصحية من خلال إنشاء كليات الطب وكليات التمريض ومعاهد الطب والمعاهد الصحية الفنية في محافظات الدولة.

 

اعتمد نظام الرعاية الصحية في العراق على شبكة واسعة ومتطورة من مرافق الرعاية الصحية الأولية والثانوية والعليا. وتم ربط هذه المرافق فيما بينها ومع المجتمع من قبل أسطول كبير من سيارات الإسعاف ومركبات الخدمة ومن خلال شبكة اتصالات جيدة تسهل الإحالة إلى المستوى التالي من نظام الرعاية الصحية. وقد قدرت حكومة العراق أن 97٪ و79٪ من سكان المناطق الحضرية والريفية على التوالي كانوا يحصلون على الرعاية الصحية. وحيث إن النظام يميل إلى التأكيد على الجوانب العلاجية فقد تم استكماله بمجموعة من أنشطة الصحة العامة التي شملت من بين أمور أخرى مكافحة الملاريا وبرنامج موسع للتحصين (EPI) وأنشطة مكافحة السل.

 

كانت الرعاية الجراحية المتخصصة والفحوصات المختبرية وخيارات العلاج الشاملة متاحة للسكان العراقيين في معظم مستويات الرعاية الصحية. وتلقى الأطباء تدريبهم في واحدة من اثني عشرة كلية طب في الدولة وغالباً ما أتيحت لهم الفرصة لإجراء جزء من تدريبهم في الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا.

 

أنفقت الحكومة في عام 1989 أكثر من 500 مليون دولار من العملات الأجنبية للاستيرادات المطلوبة لقطاع الصحة التي يشرح الدول التالي تفاصيلها:

 

360 مليون دولار للأدوية واللقاحات والأجهزة الطبية واللوازم المستوردة.

100 مليون دولار للمواد الخام لمعمل سامراء للأدوية والتي وفرت 30٪ من الاحتياجات.

30 مليون دولار لقطع الغيار وصيانة معدات الخدمات الصحية.

10 مليون دولار لسيارات الإسعاف والمركبات التدبيرية.

 

وكان لدى العراق قبل عام 1990 واحد من أعلى معدلات توفر الغذاء للفرد في المنطقة ومعدلات منخفضة لسوء التغذية ومعدلات وفيات للرضع منخفضة نسبياً. وكان يتم استيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية والتي تلبي ما يصل إلى ثلثي الاحتياجات الغذائية. وكان توفر الطاقة الغذائية اليومية في أواخر الثمانينيات 3200 كيلو سعرة / يوم، أي على قدم المساواة مع الدول الصناعية. ووجد مسح غذائي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-8 سنوات في منطقة بغداد عام 1989 أن توزيعهم للوزن والطول مماثل لتوزيعهم في المجتمع المرجعي الدولي. ويعكس هذا الوضع الغذائي الممتاز للسكان إذ انخفض معدل وفيات الرضع من حوالي 120 لكل ألف مولود حي في عام 1960 إلى 40-50 لكل 1000 بحلول أواخر الثمانينيات. ودعم ذلك أيضاً مسح مجتمعي أجراه فريق هارفارد الدولي في عام 1991. وكان تقديرهم لمعدل وفيات الرضع 32.5 لكل 1000 مولود حي ومعدل وفيات الأطفال 43.2 لكل 1000 للفترة 1985 إلى 1990 وهي الفترة الزمنية التي سبقت حرب الخليج والعقوبات.

الجدول 4.4

وفيات الأطفال والرضع: 1960 – 1998

 

معدل وفيات الرضع

معدل الوفيات لمن هم دون الخمس سنوات

السنة

117

171

1960

90

127

1970

63

83

1980

40

50

1990

 

 

بناء وتجهيز المستشفيات

تم التركيز على تطوير المستشفيات القائمة آنذاك وتوسيع الأقسام والردهات وبناء مستشفيات جديدة وحديثة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية. كما حرصت الحكومة على تزويد المستشفيات العامة المبنية في المراكز والبلدات الإقليمية بجميع الأقسام الطبية التي تقدم خدمات التشخيص والعلاج والأدوية. وتم في المراكز الحضرية الكبرى مثل بغداد والبصرة والموصل بناء مستشفيات متخصصة جديدة (الأطفال والولادة والجراحة وجراحة القلب وجراحة الأعصاب والطب النفسي والأمراض الجلدية والحساسية والعيون) إلى جانب المستشفيات العامة. وتم إلى جانب هذا إنشاء المستشفيات التعليمية التي بدأت في الانتشار مع زيادة عدد كليات الطب والجامعات في المحافظات الأخرى في العراق والتي كانت جميعها تحت إشراف أساتذة عراقيين.

 

وتظهر مراجعة الإحصائيات أنه في عام 1968 عندما تولى البعث السلطة كان في العراق 149 مستشفى سيئة التجهيز وليست شديدة الفعالية. بينما بحلول عام 1990 كان في العراق 256 مستشفى تضم 31227 سريرا.

 

إنشاء المراكز الصحية

كانت المراكز الصحية موزعة عبر محافظات العراق في المدن والبلدات والأحياء والقرى النائية وتم تقسيمها إلى مراكز متخصصة في المراكز الحضرية بلغ عددها 90 مركزاً في عام 2003؛ ومراكز للرعاية الصحية الأولية؛ ومراكز للصحة العامة. وكانت هذه المراكز تقدم خدمات الصحة العامة والفحص الأساس والتشخيص وتوفير الأدوية للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وضغط الدم. كما قدمت مراكز الرعاية الصحية الأولية خدمة مهمة أخرى وهي رعاية الحوامل منذ بداية الحمل وحتى بعد الولادة وتسجيل كل امرأة حامل بمتابعة منتظمة. وتم توفير رعاية ما بعد الولادة للأم والطفل بما في ذلك تطعيم الأطفال خلال السنوات الخمس الأولى من العمر ضد شلل الأطفال والجدري والحصبة والسل والكوليرا وغيرها من الأمراض المحتملة. فعلى سبيل المثال كان في مدينة صدام (مدينة الثورة سابقاً ومدينة الصدر اليوم) وحدها 19 مركزاً صحياً يقدم كل مركز خدمات طبية إلى جانب خدمات طب الأسنان ولدى كل مركز صحي بين جهازين إلى أربعة أجهزة للعناية بالأسنان إلى جانب مختبر رئيس للتحليل ومعدات الأشعة السينية الحديثة. وارتفع عدد المراكز الصحية من 737 مركز عام 1968 إلى 1653 مركز عام 1990.

 

إنشاء العيادات الشعبية كخدمة صحية ثانوية

تم افتتاح العيادات الطبية الشعبية لتقديم الخدمات الطبية للفحص والتشخيص والعلاج والأدوية للمواطنين في مراكز المحافظات التي تعمل في المساء من الساعة الرابعة حتى الثامنة مساءً برسوم رمزية وذلك لتخفيف العبء عن المواطنين الذين يترددون على العيادات الخاصة والتي تتقاضى رسوماً تعد مرتفعة للغاية لذوي الدخل المنخفض كما كانت الأسعار عالية في الصيدليات الخاصة. وكانت هذه العيادات منقذهم وكان يعمل بها أطباء متخصصون كانت الدولة تدعم أجورهم. ولم تكن هذه العيادات موجودة قبل عام 1968 وبحلول عام 1990 بلغ عددها 336 عيادة.

 

الجدول 4.5

مؤشرات النمو الكمي للمؤسسات الطبية والعاملين بها

 

1990

1980

1968

المؤشر

256

200

149

عدد المستشفيات

1653

1492

737

عدد المراكز الصحية

336

133

عدد العيادات الشعبية

13621

9366

2145

عدد الأطباء

2093

1200

743

عدد أطباء الأسنان

1470

950

257

عدد الصيادلة

35022

20907

5303

عدد التقنيين الطبيين

31227

24784

عدد أسرة المستشفيات

 

 

تعكس البيانات الواردة في الجدول مجتمعا حضرياً حديثاً حيث تم توجيه معظم الثروة التي حصل عليها من تصدير نفطه إلى تحسين نوعية حياة الشعب العراقي والتي كانت في تلك الفترة (1988- 1989) عند مستوى “مرض” نسبياً مع دلائل على مزيد من التحسن. وكان معروفاً في ذلك الوقت أن العراق كانت لديه منظومة جيدة للإشراف الصحي والتبليغ ولهذا تعد البيانات الرسمية التي تم الإبلاغ عنها خلال هذه الفترة موثوقة إلى حد ما.

 

 

الجدول 4.5

مؤشرات مختارة في العراق قبل العقوبات 1988-1989

 

المؤشرات الصحية:

 

معدل المواليد 43 لكل 1000 نسمة

 

معدل الوفيات 8.0 لكل 1000 نسمة

 

معدل وفيات الرضع 52 لكل 1000 مولود حي

 

معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة 94 لكل 1000 مولود حي

 

معدل وفيات الأمهات عند الولادة 60 لكل 100000 مولود حي

 

وزن منخفض عند الولادة 5٪ (أقل من 2.5 كغم)

 

متوسط العمر المتوقع 66 سنة

 

 

المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية:

 

كان نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي 2800 دولار أمريكي [كان السعر الرسمي 3.2169 دولار أمريكي للدينار على الرغم من أنه في أواخر عام 1989 كان سعر السوق السوداء 3 دنانير لكل دولار أمريكي واحد]

 

معرفة القراءة والكتابة عند الإناث 85٪

 

السكان الذين لديه

م رعاية صحية 93٪

 

السكان الذين لديهم مياه صالحة للشرب 90٪

 

النساء الحوامل ضمن رعاية الأمومة 78٪

 

الحامل مع قابلة مدربة أثناء الولادة 86٪

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image