عَقَدَ “مركز مكافحة التطرف في جامعة كمبردج” في بريطانيا مؤتمرا في مناسبة مرور عشرين عاما على غزو العراق واحتلاله. تحدث في المؤتمر عدد من العراقيين والعرب. وبرغم يقيني بأهمية تذكير الناس بالجرائم التي ارتكبت بحق العراق وأهله، إلا أني انتهيت بحزن كبير بسبب ضعف اللغة التي صبغت المؤتمر. ولست أتحدث هنا عن أخطاء النحو أو الصرف. إذ لو كان الأمر كذلك لكان الأجدر عدم إقامة المؤتمر. فالمتعلم العربي لم يعد يعرف الكثير من النحو والصرف، ويكفي دليلا على ذلك أن يشاهد المرء أية نشرة أخبار أو برنامج بحث في أية قناة عربية ليكتشف حال العربية المحزن. إنما كان حزني لأني سمعت المتعلم العربي، والذي عليه أن يقود الأمة، وهو يستعمل كلمات بمعان لا وجود لها أو بمعان مناقضة لمعناها الصحيح أو يستعمل كلمات أعجمية لا ضرورة لإستعمالها مادامت العربية قادرة على تمثيل المطلوب منها. إن حزني يأتي من قناعتي بأن الأمة في أزمة حقيقة ما دام المتعلم فيها لا يستطيع أن يخاطب قومه بلسان عربي مبين. إن أمة لا تستطيع أن تفكر وتتحدث بلسانها تعيش أزمة تغرب خطيرة على وجودها ومتسقبلها. هذه دعوة للتوقف والنظر في حاجة المتعلم العربي أن يتعلم لغته قبل أن يخاطب قومه.
هذه نماذج من تلك الأخطاء الفاحشة التي سمعتها. إنها ليست كلها ولكنها تعطي صورة عن سبب حزني على أمتي ولغتي.
قل: هذه بدايات أو بشائر المرحلة الجديدة
ولا تقل: هذه إرهاصات المرحلة الجديدة
فقد ساد في النصف الثاني من القرن العشرين بين عدد من المتعلمين وخصوصاً أدعياء الأدب منهم إستعمال لفظة “إرهاصات” بمعنى بدايات أو ولادات. ولا أعرف حقاً كيف دخل هذا الإستعمال الغريب ولماذا تم تداوله بشكل واسع دون أن يسأل أحد عن مصدره أو معناه الحقيقي. فلم يرد عن العرب هذا الإستعمال. ودليلي في هذا ما أوردته أمهات معاجم اللغة من فصيح اللغة العربية.
فهذا ابن منظور يخبرنا في لسان العرب في باب “رَهَصَ”:
“الرَّهْصُ: أَن يُصِيبَ الحجرُ حافراً أَو مَنْسِماً فيَذْوَى باطنُه، تقول: رَهَصه الحجرُ وقد رُهِصَت الدَّابة رَهْصاً ورَهِصَت وأَرْهَصَه اللّه، والاسم الرَّهْصةُ. الصحاح: والرَّهْصةُ أَن يَذْوَى باطِنُ حافِر الدَّابة من حجر تَطؤُه مثل الوَقْرة؛ قال الطرماح: يُساقطُها تَتْرَى بكل خَمِيلة، كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقفِ رَهْص الكَوادِنِ والثَّقْفُ: الحاذِقُ.
والرَّهْصُ: شدة العصر…….
والإِرْهاصُ على الذَّنب: الإِصْرارُ عليه. وفي الحديث: وإِنّ ذنْبَه لم يكن عن إِرْهاصٍ أَي عن إِصْرارٍ وإِرْصادٍ، وأَصله من الرَّهْصِ، وهو تأْسِيسُ البُنْيانِ.”
ويؤكد هذا المعنى صاحب القاموس إذ يخبرنا في باب “الرِّهْصُ”
“وأرْهَصَ الحائِطَ: رَهَصَهُ، و~ اللّهُ فُلاناً: جَعَلَهُ مَعْدِناً للخَيْرِ………
ولم يكُنْ ذَنْبُهُ عن إرْهَاصٍ أي: إصْرَارٍ وإرْصَادٍ، وإنَّما كان عارِضاً.
ورَاهَصَ غَرِيمَهُ: راصَدَهُ.”
أما ابن فارس فيقول في باب “رهص” في مقاييس اللغة:
” الراء والهاء والصاد أصلٌ يدلُّ على ضَغْط وعصر وثَباتٍ. فالرَّهْص، فيما رواه الخليل: شِدّة العَصْر.والرَّهَص أن يُصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِماً فيدوَى باطِنُه. يقال رَهَصه الحجر يرهَصُه، من الرَّهصَة. ودابَّةٌ رهيص: مرهوصة. والرَّواهص من الحجارة: التي ترهَصُ الدوابَّ إذا وطِئَتْها، واحدتها راهصة.”
فهذه ثلاثة من أمهات معاجم العرب تعطينا ما عرفه العرب من معاني للفعل “رهص” والفعل “أرهص” ومصدرهما. وليس من المعاني ما يشير ولو من بعيد أن العرب عرفت استعمالا للفظة “إرهاص” كما يريد كتاب عصرنا.
قل: هذا بحث جامعي
ولا تقل: هذا بحث أكاديمي
شاع وانتشر بين المتعلمين العرب استعمال كلمة “أكاديمي” حين الحديث عن مؤتمر أو بحث أو دراسة تعد في نطاق العمل أو البحث أو الدراسة في الجامعة. وحين سألت أحدهم عن سبب استعماله عبارة “بحث أكاديمي” وليس عبارة “بحث جامعي”، رد علي بأنها لا تعني الشيء نفسه وحين سألته عن معنى “أكاديمي” وجد صعوبة في التعبير ثم فهمت منه انه يعتقد أن كلمة “أكاديمي” تعني شيئا متقدماً ومتحضراً يفوق القول بانه “جامعي”. وهذه علة العلل فكيف يمكن اقناع من يعيش عقدة نقص يرى فيها أن كل ما يفعله ويقوله سيده لا بد أن يكون هو الأفضل؟
فمن أين جاءت كلمة “أكاديمي” وماذا تعني؟
حين أراد الفيلسوف اليوناني أفلاطون عام 387 ق م إنشاء مدرسته لتدريس الفلسفة فإنه اختار لها قطعة من الأرض في بستان سمي تيمناً باسم البطل اليوناني “أكاديموس”. فسميت المدرسة “أكاديمي” باسم البستان الذي بنيت عليه. أي إن اسم المدرسة لا يدل على شيء سوى اسم الموقع.
وحين اختارت اللغة الإنكليزية اسما للتعليم العالي فهي لم تستعمل كلمة “أكاديمي” لكنها استعارت كلمة “University” أي “جامعة”. لكن هذه الكلمة كما هو الحال في كثير من الكلمات في اللغة الإنكليزية لا تسمح بالإشتقاق مما يدفع للجوء لمصادر اخرى. فاستعار الإنكليز كلمة “أكاديمي” لوصف البحث الذي يتم في الجامعة حين لم يكن بمقدورهم استعمال كلمة “Universal” لأنها لا تعطي المعنى المطلوب.
لكن هذه المشكلة ليست موجودة في العربية فالقول بان البحث او المؤتمر “جامعي” يفهم منه الهدف ولا يختلط بمفهوم آخر.
فلماذا يلجأ المتعلم العربي لإستعمال كلمة تدل على موقع مدرسة يونانية للتعبير عن مستوى “جامعي”.
فاذا قال قائل بان الإستعارة هي من باب الإحترام والتقدير لما فعله افلاطون فلماذا لا يستعمل العربي كلمة “مستنصري” لوصف البحث الجامعي تيمناً بجامعة “المستنصرية” التي كانت قاعدة متميزة للدراسة والبحث مما هو جدير بالعربي أن يخلده.
فقل بحث “جامعي” ولا تقل بحث “اكاديمي”.
قل: ما تأثير ذلك على سوق الأسهم
ولا تقل: ما تداعيات ذلك على سوق الأسهم
شاع في الإعلام العربي الأمي استعمال كلمة “تداعيات” في مناسبة وغير مناسبة حتى ان المذيعة حين لا تجد كلمة لتنقذها من محدودية مفرداتها فإنها لا بد أن تسأل المراسل أو المسؤول “ما هي تداعيات هذا….”. وهي لا بد تعتقد أنها تستعمل كلمات براقة جميلة وأن كانت لا تعني شيئاً.
فمن أين جاءت هذه الكلمة البائسة وكيف دخلت الإستعمال وهل من سبيل للحد من استعمالها؟
فلا شك عندي ان كلمة تداعيات دخلت الإعلام العربي ترجمة للكلمة الإنكليزية“Consequences” . والتي تعني بالإنكليزية ما الذي يترتب على شيئ ما من تأثير شيء آخر. لكن كلمة “تداعيات” لا تعني هذا في اللغة العربية.
فكتب ابن منظور في اللسان: ” وتَداعى القومُ: دعا بعضُهم بعضاً حتى يَجتمعوا؛ عن اللحياني، وهو التَّداعي…….. وفي الحديث: كَمَثَلِ الجَسدَ إذا اشْتَكَى بعضهُ تَداعَى سائرهُ بالسَّهَر والحُمَّى كأَنَّ بعضَه دعا بعضاً من قولهم تَداعَت الحيطان أَي تساقطت أَو كادت. وتَداعَت القبائلُ على بني فلان إذا تأَلَّبوا ودعا بعضهم بعضاً إلى التَّناصُر عليهم. وفي الحديث: تَداعَتْ عليكم الأُمَم أَي اجتمعوا ودعا بعضهم بعضاً.”
ولم يرد عن العرب أي استعمال لكلمة “تداعيات” بمعنى آثار أو نتائج كما يستعملها الإعلام العربي اليوم، وليس هناك من سبب يدفع لهذا الإستعمال فإذا اراد السائل أن يسأل ما هي آثار هذا على ذلك أو ما هي نتائج هذا الحدث فليقل ذلك ولكن ليكف المذيعون والمتحدثون عن استعمال “تداعيات” بهذا المعنى المخالف لما نطق به رسول الرحمة.
قل: ثبات أسطوري في مواجهة غباوة اسطورية
ولا تقل: صمود أسطوري في مواجهة غباء أسطوري
استوقفني مقال ظهر على أحد المواقع الإخبارية في شبكة المعلومات بعنوان “صمود اسطوري في مواجهة غباء اسطوري”. فقلت في نفسي ما عساني أضيع وقتي في قراءة موضوع لا يعرف واضعه أن يعرفه تعريفاً صحيحاً، فما الذي يمكن أن أتعلمه من جاهل لا يقدر أن يعبر عما يريد قوله؟
وليست المرة الأولى التي يُكتب فيها عن الخلل في استعمال مصادر لا وجود لها في العربية أو استعمال كلمات بمعان لا علاقة لها بما يريده الكاتب. لكنه لا بد من الإعادة أحياناً عسى أن تنفع فقد قال عز من قائل: “وذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين”.
فقد وقع الكاتب في خطأين في عنوان مقاله أولهما أنه استعمل مصدرين لا وجود لهما في العربية وثانيها انه أخطأ في فهم معنى الفعل الذي افترض اشتقاق المصدر منه إذا افترضنا صحة الإشتقاق.
فليس في العربية كلمة “صمود”. ولا يغير هذه الحقيقة أنك تكاد تسمعها أو تقرأها كل يوم بل كل ساعة في وسائل الإعلام. فلم يسمع عن العرب “صمود”، ذلك لأن الفعل “صَمَدَ يصمد صَمْدَاً”، وليس “صمودا”. والمصادر في العربية سماعية، وعلة هذه الحقيقة هي أن الأصل في العربية هو للمصدر وليس للفعل مما يمنع جواز اشتقاق مصدر جديد إذا لم يسمع عن العرب ذلك المصدر.
وحيث إني قد نقلت في الحلقة (السابعة والأربعين من مسلسل قل و تقل) عن الأستاذ الجليل المرحوم مصطفى جواد ما يغني في هذا الموضوع فمن أراد الإستزادة فعليه أن يعود له. وأكتفي هنا بما خلص اليه استاذنا في قوله:
- ليس في العربية مصدر “صمود”.
- إن الفعل “صمد” يعني “سار” وليس “ثبت”.
- يجب القول “ثبات” وليس “صمود” إذا أريد البقاء والثبات.
فكفوا أيها الناس عن تخديش أسماعنا كل يوم وكل ساعة بالقول بـ “صمود المقاومة ” ذلك لعدم وجود هذا المصدر في العربية وحتى إذا جاز اشتقاقه فإنه يعني “سير” وليس “ثبات” تلك المقاومة!
ولم يكتف الكاتب أن يخطئ في مصدر واحد فجاء بمصدر ثان ليس له وجود في العربية. فقد اعتقد أن “غباء” مصدر الفعل “غبي”. لكنه ليس كذلك، فقد كتب صاحب اللسان:
“غَبِيَ الشيءَ وغَبِيَ عنه غَباً وغباوَةً: لم يَفْطُنْ له……… يقال: غَبِيَ عليَّ ذلك الأمرُ إذا كان لا يَفطُن له ولا يعرفُه، والغَباوة المصدر.”
أما كلمة “غباء” التي شاع استعمالها بمعنى الغباوة فليست مصدر الفعل “غبي”. فقد كتب ابن منظور:
“الكسائي: غَبَّيت البئرَ إذا غَطَّيت رَأْسها ثم جَلعت فوقَها تُرابًا؛ قال أَبو سعيد: وذلك التُّرابُ هو الغِباءُ………. وحكى ابن خالويه: أَنَّ الغَباء الغُبارُ”.
وكتب الفيروزأبادي في القاموس: ” والغَباءُ: الخَفاءُ من الأرضِ.”
ولم يسمع عن العرب من استعمل “غباء” مصدرا للفعل “غبي”. فليس حجة ولا صحيحاً أن يقال إنه حكي أن أحدهم قال بجواز استعمال “غباء” والتي تعني الغبار بمعنى الغباوة. ثم لماذا يعدل عن الصواب، إذا عرف، الى الخطأ؟
قل: هذه أمور تدبيرية
ولا تقل: هذه أمور لوجستية
فقد شاع في الإعلام العربي خلال العقود القليلة الماضية استعمال كلمة “لوجستية”، حتى انك لا يمكن أن تسمع خبرا أو تحليلا سياسيا أو عسكريا دون أن يستعمل المذيع أو الكاتب أو المحلل هذه الكلمة مرة أو مرات. ولا أغالي إذا قلت أني لست وحدي من يعتقد أن بعض الذين لا يعرفون معنى الكلمة يستعملونها إستعمالات غريبة فكأنها أصبحت غطاءً لعجز في التعبير! وحيث إن الكلمة أعجمية المصدر فلننظر معناها في الأصل وما يمكن أن يعبر عنها في لغة القرآن.
إن لفظة “لوجستك” الإنكليزية والتي دخلت التداول في نهاية القرن التاسع عشر اشتقت من الكلمة الفرنسية “لوجستيك” وهي بدورها مشتقة من الكلمة اليونانية “لوغستكوس” وتعني الحساب. وأول إستعمال لها كان في المجال العسكري حيث دلت على عمليات تجهيز الجيش لنفسه بالسلاح والذخيرة والأرزاق أثناء إنتقاله من قاعدته الى موقع متقدم. إلا أن إستعمال الكلمة توسع حتى أصبح المعنى كما يورده اليوم قاموس أوكسفورد على أنه :”التنظيم والتنفيذ التفصيلي لعملية معقدة”. وحيث إن من المعقول أن نفترض أن المحللين والكتاب العرب، ما داموا قد استعاروا الكلمة من اللغة الإنكليزية، لا بد أنهم يستعملون لفظة “اللوجستية” بالمعنى الذي يحدده قاموس أوكسفورد فلنبحث عن كلمة أو عبارة عربية تعطي هذا المعنى وتغني عن استعمال اللفظ الأعجمي.
ولما كنت أعترف بجهلي بما كتبه المؤرخون العرب السابقون مما يمكنني أن استعير ما استعملوه للدلالة على هذا المعنى، والذي لا اشك أنهم كتبوا عنه حين كتبوا عن حروب المسلمين وما تطلبته من إمداد وتجهيز، لذا فإني أعتمدت كتاب الله للبحث عن كلمة تعطي معنى قريبا من الإستعمال الإنكليزي أعلاه. فاهتديت الى استعماله تعالى للفعل “يُدبِّر” كما في قوله عز من قائل:
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍۢ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعْدِ إِذْنِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (يونس/3)
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (يونس/31)
ٱللَّهُ ٱلَّذِى رَفَعَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍۢ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ۖ كُلٌّۭ يَجْرِى لِأَجَلٍۢ مُّسَمًّۭى ۚ يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَـٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (الرعد/2)
فوجدت أن استعماله تعالى لجملة “يدبر الأمر” مجز لمعنى “اللوجستية” التي عرفها قاموس أوكسفورد في أنها تنظيم وتنفيذ لعملية معقدة.
فإذا قال قائل إن كلمة “تدبيرية” لا تغطي بالكامل معنى “اللوجستية” فإن الرد على هذا يأتي في بابين. أولاهما ان اي لفظ عربي يوقع في الأذن العربية أثراً أكبر مما يوقعه أي لفظ أعجمي. وثانيهما ان إشتقاق أو إستعارة كلمة جديدة لا يشترط فيه أن يغطي بالكامل المعنى المراد ما دام يدل على المطلوب حيث يكفل الإستعمال المتواتر بعد ذلك تحقق المعنى المطلوب.
فقل هذا عمل تدبيري ولا تقل هذا عمل لوجستي!
وفوق كل ذي علم عليم!
وللحديث صلة….
عبد الحق العاني
15 نيسان 2023