إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)
قل: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعأُ من الزنبور فاذا هو هي
ولا تقل: قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعأُ من الزنبور فاذا هو اياها
وقد عرفت هذه المسألة بالمسألة الزنبورية. فهي الى جانب ما فيها من خلاف لغوي تكشف مقدار الرغبة حتى بين العلماء على الكذب والتلفيق من اجل نيل الحظوة أو الإبقاء عليها كما تكشف مقدرة العامة على الكذب من أجل إرضاء القوي والمتنفذ. والخص القصة أدناه نقلا عن ابن هشام الأنصاري والذي أوردها في كتابه “مغني اللبيب عن كتب الأعاريب”، لما فيها من قيمة لغوية وتأريخية.
قدم سيبويه على البرامكة وعزم يحيى بن خالد البرمكي على الجمع بين الكسائي وسيبويه فجعل لذلك يوماً. فلما حضر سيبويه تقدم اليه ابن زياد يحيى الفراء (وعرف عنه أنه كان يتتبع أخطاء سيبويه ويتعمد مخالفته، برغم أنه لما مات وجد تحت رأسه كتاب سيبويه)، وخلف فساله الأثنان فرد عليهما سيبويه وهما يخطئانه. فقال لهما: لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائي. فقال له الكسائي: تسألني أو أسألك؟ فقال له سيبويه: سل أنت. فساله الكسائي عن المسألة: أهي “فاذا هو هي” أم “فاذا هو أياها”. فرد سيبويه “فاذا هو هي” ولا يجوز النصب. وسأله عن أمثال ذلك نحو “خرجت فاذا عبد الله القائمُ أو القائمَ”. فقال سيبويه: كل ذلك بالرفع فقال الكسائي: العرب ترفع كل ذلك وتنصب.
فقال يحيى: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟ فقال له الكسائي: هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين، فيُحضرون ويُسألون. فقال يحيى: أنصفت.
فأحضروا وسُئلوا فقالوا: القول قول الكسائي. فقال سيبويه ليحيى: مُرهم أن ينطقوا بذلك فان ألسنتهم لا تطوع به.
وكتب ابن هشام: إن العرب قد أرشوا على ذلك، أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد.
وأضاف ابن هشام: وأما سؤال الكسائي فجوابه ما قاله سيبويه، وهو “فاذا هوهي” هذا هو وجه الكلام، مثل “فاذا هي بيضاء” ، “فاذا هي حية”، وأما “فاذا هو إياها” إن ثبت فخارج عن القياس واستعمال الفصحاء، كالجزم بلن والنصب بلم والجر بلعل، وسيبويه وأصحابه لا يلتفتون لمثل ذلك، وان تكلم بعض العرب به.
قل: في بيان لقيادة عمليات سلاح الجو
ولا تقل: في بيان للقيادة العملانية لسلاح الجو
نشر أحد المواقع الإعلامية، الذي يمتلكه حزب سياسي يفخر بانتمائه الإسلامي والعربي، خبراً من عشرة أسطر جاءت فيه كلمة “عملانية” أربع مرات. وهذه ليست المرة الأولى التي يأتي هذا الموقع بهذه الكلمة وبهذا الإستعمال الخاطئ وهي ليست المرة الأولى التي بينت لهم ما فيها من خلل. ولعل من باب الإنصاف الإشارة إلى أن هذا الموقع الإعلامي ليس وحده الذي يستعمل كلمة “عملاني”، فأغلب مواقع الإعلام وقنوات التلفاز العربية تستعملها حتى بدأت أعتقد أن وسائل الإعلام العربي جميعها تستقي أخبارها من مصدر أو مركز اعلام واحد وهو جاهل وأمي ومخرب. فجاء في الموقع يوم 3/5/2017:
“في بيان للقيادة العملانية لسلاح الجو….. المتحدث باسم القيادة العملانية…. وجاء في بيان القيادة العملانية…….يثبت الفعالية العملانية للصاروخ.”
ويبدو لي أن هذه محاولة لترجمة عبارة جاءت في الخبر الإنكليزي الأصل وهي ‘Operational Command’ فجاءت الترجمة غير موفقة لأسباب عدة ونقلها جاهل عن جاهل. فليس في العربية مصدر على وزن “فَعَلان” للفعل “عَمِلَ”، فهو “عَمِلَ يَعْمَلُ عَمَلاً” وليس “عملاناً”. ولا أعني أن العربية لا تعرف هذا المصدر، فقد جاءت مصادر على وزن “فَعَلان” لأفعال تدل على التقلب والإضطراب، مثل “غَلَيان، طَيَران، دَوَران، شَنَآن، نَزَوان، ضَرَبان”. لكن الفعل “عَمِل” ليس من الأفعال التي تدل على التقلب والإضطراب حتى يؤتى بالمصدر على ذلك الوزن.
وهكذا فإن “عملان” والتي نسب لها ليست في واقع الحال سوى مثنى “عمل” فهما عملان.
ولو فكر مترجم الخبر عن الإنكليزية قليلاً لوجد أنه ليس حتى بحاجة للنسبة، فالعربية لا تلجأ للنسبة إذا كانت الإضافة مجزية للمعنى. والعبارة الإنكليزية أعلاه هي “قيادة عمليات” أو “قيادة العمليات”، كما تقتضي الجملة. والصواب القول:
“في بيان لقيادة عمليات سلاح الجو……المتحدث باسم قيادة العمليات…. وجاء في بيان قيادة العمليات……. يثبت الفعالية العملية للصاروخ.”
قل: هو موظف فشِل وفَشيل
ولا تقل: هو (موظف) فاشل
كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الصفة من “فشِل يفشل فَشَلاً” على وزن “فَعِل”، فشِل نحو ترِف وفشيل نحو تريف. قال ابن مكرم الأنصاري في لسان العرب ناقلاً من كتب أئمة العربية: “فَشِل الرجل فَشَلاً، فهو فَشِل: كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن.
ورجل خَشِل فَشِل”. ثم قال” الليث: رجل فَشِيل، وقد فَشِل يَفْشَل عند الحرب والشدة إِذا ضعُف وذهبت قُواه. وفي التنزيل العزيز: ولا تنازعوا فتَفْشَلوا وتذهب ريحكُم؛ قال الزجاج: أَي تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم، أَخبر أَن اختلافهم يضعفهم وأَن الأُلْفة تزيد في قوّتهم”. انتهى نقلنا من لسان العرب.
ويفهم مما قدمنا نقله أن الفاشل خطأ من وجهين أحدهما الغلط في الإستعمال والآخر الغلط في الوزن الصرفي، فالغلط في الإستعمال هو أن المراد بالفاشل في أقوالهم وكتاباتهم هو الخيبة والإخفاق ويكونان بعد الشروع في العمل. أما الفشل فيكون قبل الشروع في العمل، ولذلك فسره اللغويون بالكسل والتراخي والضعف والجبن، فالصواب أن يقال “رجل خائب أو مخفق في عمله” لا رجل فَشِل ولا فاشل.
وكلامنا على “الفاشل” لا يعني إلا الصفة المشبهة باسم الفاعل من “فشل” لا إرادة الحدث، ففي العربية قاعدة عامة لنقل الصفة من الثبوت الى الحدوث وهي الإتيان بالصفة على وزن اسم فاعل كما أن كل اسم فاعل لا يراد به الحدوث يعد صفة مشبهة، فالصفة التي يراد بها الحدوث كقولك “ما كنت يا هذا فشِلاً وإنك فاشل غداً كما يبدو لي”. و “ما كان هذا الصبي نظيفاً وإنه ناظف بعد أن حببنا اليه النظافة” وهذا مع جوازه قليل الإستعمال في لغة العرب، لأن الغرائز وأشباهها قلما تتغير، ولذلك ندر استعمال فعل الأمر منها. ألا ترى أنك قلما قرأت أو سمعت أن رجلاً قال لآخر: اشرف أي كن شريفاً واظرف اي كن ظريفاً واعظم أي كن عظيماً، فهذا مما لا يمكن بالأمر والإيعاز.”
قل: اعتدوا بعضهم على بعض
ولا تقل: اعتدوا على بعضهم البعض
وكتب اليازجي: ”ويقولون اعتدوا على بعضهم البعض وظلموا بعضهم البعض ولا يتحصل لهذا التركيب معنى إلا بعناء وتكلف بعيد وربما قالوا تقاسموه بين بعضهم البعض وهو أغرب وأبعد عن التأويل والوجه اعتدوا بعضهم على بعض وظلموا بعضهم بعضاً وقاسموا بينهم.”
قل: هو رجلٌ جَعْدٌ أو سَبْطٌ
ولا تقل: هو رجل أجْعَدُ أو أسْبَطُ
كتب الزبيدي: ” يقولون: رجل أجعدُ وأسبطُ والصواب: جَعْدٌ وسَبْطٌ أوسَبَطٌ. ويجمع الجعد على جِعد والسَّبط على سِبط. وقد يجمعان أيضاً بالواو والنون، وأنشد سيبويه:
قالتْ سُليمى لا أُحِبُّ الجَعْدِينْ
ولا السِّباط إنَّهُم مَناتِينْ”. انتهى
وكتب ابن فارس في المقاييس: ” الجيم والعين والدال أصلٌ واحد، وهو تقبُّض في الشيء. يقال شعر جَعْدٌ، وهو خِلاف السَّبْط.”
قل: هذا شِرْيان الحياة
ولا تقل: هذا شَرَيان الحياة
وكتب عبد الهادي بوطالب: “الشِرْيان هو أنبوب يحمل الدم من القلب إلى الجسم. وجمعه شَرَايين. ونقول يعاني من تصلب الشرايين. ويأتي استعماله قليلا في المفرد.
ويجوز فتح الشين في المفرد : شَرْيان، لكن الغلط الشائع هو فتح الشين والراء معا. ومرد هذا الغلط إلى جمعه على شرايين، إذ الفتح في صيغة الجمع للشين والراء. والصواب هو شَرْيان أو شِرْيان. والشّرْيَانات هي عروق دقيقة في جسم الإنسان ينساب فيها الدم.”
قل: سنعود إليكم بعد هذا الفاصل : فاعذِرونا
ولا تقل: سنعود إليكم بعد هذا الفاصل : فاعذُرونا
وكتب عبد الهادي بوطالب: “وفي نفس القناة يقول مقدم برنامج آخر عندما يضطر إلى قطع برنامجه: “سنعود إليكم بعد هذا الفاصل : فاعذُرونا” (بضم الذال) والصواب بكسر الذال.
عذَرَه يعذِر عُذْرا أو مَعْذِرة إذا رفع عنه اللومَ وقَبِل العُذْرَ. واسم الفاعل عاذِر واسم المفعول معذور.
وبهذه المناسبة نشير إلى أن مُقَدِّم هذا البرنامج مصرٌّ على النطق بالحلْقة بفتح اللام وهو خطأ سبق أن نبهنا عليه. كما أننا نبهنا على كلمة الوحْدة التي ما يزال بعض إعلاميّى التلفزة المغربية ينطقون بها بفتح الحاء، ويقولون مثلا : “والآن نعود إلى الاتصال بوحَدَتنا الإعلامية في مراكش”. والصواب حلْقة، ووحْدة كما نقول ضَرْبَة، ولا نقول ضَرَبَة، وأكْلَة لا أكَلَة. وهذا بالرغم من جَمْع هذه الكلمات وأمثالها على فَعَلات بفتح العين، إذ هي تتغير من السكون في المفرد إلى الفتح في الجمع.”
قل: دخلت سوق القُماشِ
ولا تقل: دخلت سوق القِماشِ
وكتب عبد الهادي بوطالب: “القُمَاش هو كل ما يُنسَج من الحرير والقطن وغيرهما. وجمعه أَقمِشة. ويُنطق في المغرب العربي خاصة بكسر القاف. والصواب ضمه كما ينطق به المشارقة. والقَمَّاش بفتح القاف وتشديد الميم هو بائع القُمَاش.”انتهى
وكتب الجوهري في الصحاح: “القَمْشُ: جمع الشيء، من ها هنا وها هنا.
وكذلك التَقْميشُ. وذلك الشيءُ قُمَاشٌ. وقُماشُ البيت: مَتاعُه.”
قل: ها هو ذا يفعل
ولا تقل: هو ذا يفعل
كتب الحريري: “ويقولون: هو ذا يفعل وهو ذا يصنع وهو خطأ فاحش ولحن شنيع، والصواب فيه أن يقال فيه: ها هو ذا يفعل وكان أصل القول: هو هذا يفعل، فتفرع حرف التنبيه الذي هو ها من اسم الإشارة الذي هو ذا، وصدر في الكلام وأقحم بينهما الضمير ويسمى هذا التقريب، إلا أنه إذا قيل: ها هو ذا، كتب حرف التنبيه بإثبات الألف لئلا يبقى على حرف واحد، والعرب تكثر الإشارة والتنبيه فيما تقصد به التفخيم.
وفيما رواه النحويون أن غلاماً مر بصفية بنت عبد المطلب فقال لها: أين الزبير قالت: ما تريد منه قال: أريد أن أباطشه، فقالت له: ها هو ذاك، فصار إليه فباطشه فغلبه الزبير، فرجع الغلام مغلولاً، فلما مر بصفية، قالت له:
كيف وجدت زبرا ** أأقطا أم تمرا ** أم قرشيا صقرا
أرادت : أوجدته طعاما تأكله أم صقرا يأكلك.” انتهى
(كتب صاحب اللسان: الأقِطُ: شيء يتخذ من اللبن المَخِيض يطبخ ثم يترك حتى يَمْصُل. ويمصل أي يقطر ماؤه)
قل: هو سِدادٌ من عوز
ولا تقل: هو سَدادٌ من عوز
كتب الحريري: “ويقولون: هو سَداد من عوز، فيلحنون في فتح السين كما لحن هشيم المحدث فيها، والصواب أن يقال بالكسر.
وجاء في أخبار النحويين أن النضر بن شميل المازني استفاد بإفادة هذه الحرف ثمانين ألف درهم.
ومساق خبره ما أخبرنا به أبو علي بن أحمد التستري عن حميد القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن محمد العسكري عن أبي أحمد بن الحسن بن سعيد العسكري اللغوي عن أبيه، عن إبراهيم بن حامد، عن محمد ناصح الأهوازي، قال : حدثني النضر بن شميل، قال: كنت أدخل على المأمون في سمره، فدخلت عليه ذات ليلة، وعلي قميص مرقوع، فقال: يا نضر، ما هذا التقشف حتى تدخل على أمير المؤمنين في هذه الخلقان قلت: يا أمير المؤمنين أنا شيخ ضعيف، وحر مرو شديد، فأتبرد بهذه الخلقان، قال لا ولكنك قشف.
ثم أجرينا الحديث فأجرى هو ذكر النساء، فقال: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سَدادٌ من عوز، فأورده بفتح السين، قال: فقلت: صدق يا أمير المؤمنين هشيم، حدثنا عوف بن أبي جميلة عن الحسن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها، كان فيها سِداد من عوز.
قال: وكان المأمون متكئا فاستوى جالساً، وقال: يا نضر، كيف قلت سِداد قلت: لأن السَّداد هاهنا لحن، قال أو تلحنني قلت: إنما لحن هشيم – وكان لحانة – فتبع أمير المؤمنين لفظه، قال: فما الفرق بينهما قلت: السَّداد بفتح السين، القصد في الدين والسبيل، والسِّداد بالكسر البلغة، وكل ما سددت به شيئاً فهو سِداد، قال : أو تعرف العرب ذلك قلت: نعم، هذا العرجي يقول:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسِدادِ ثغر
فقال المأمون: قبح الله من لا أدب له وأطرق ملياً، ثم قال له: ما مالك يا نضر قال: أريضة لي بمرو أتصابها وأتمززها – أي أشرب صبابتها – قال: أفلا نفيدك مالاً معها قلت: إني إلى ذلك لمحتاج، قال: فأخذ القرطاس وأنا لا أدري ما يكتب، ثم قال: كيف تقول إذا أمرت أن يترب الكتاب قلت: أتربه قال: فهو ماذا قلت: مترب، قال: فمن الطين قلت: طنه، قال: فهو ماذا قلت: مطين، قال: هذه أحسن من الأولى، ثم قال: يا غلام أتربه وطنه، ثم صلى بنا العشاء وقال لخادمه: تبلغ معه إلى الفضل بن سهل.
قال: فلما قرأ الفضل الكتاب، قال: يا نضر إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين ألف درهم، فما كان السبب فيه فأخبرته ولم أكذبه، فقال: ألحنت أمير المؤمنين فقلت: كلا إنما لحن هشيم – وكان لحانة، فتبع أمير المؤمنين لفظه – وقد تتبع ألفاظ الفقهاء ورواة الآثار. ثم أمر لي الفضل من خاصته بثلاثين ألف درهم. فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفيد مني.
قلت : وقد أذكرني هذا المثل أبياتا أنشدنيها أحدث أشياخي رحمهم الله لأبي الهيذام :
لي صديق هو عندي في عوز من سداد لا سداد من عوز
وجهه يذكرني دار البلى كلما أقبل نحوي وضمز
وإذا جالسني جرعني غصص الموت بكرب وعلز
يصف الود إذا شاهدني فإذا غاب وشى بي وهمز
كحمار السوء يبدي مرحا فإذا سيق إلى الحمل غمز
(ضمز: سكتَ. علز: ضجَر.)
قل: نشرب من تلك البئر العذبة
ولا تقل: نشرب من ذلك البئر العذب
كتب خالد العبري: يستعمل الكثير منا كلمة بئر مذكرة فيقول “هذا بئر عميقٌ” و “نشرب من ذلك البئر العذب” فيذكر معها اسم الإشارة والنعت. والصواب أن كلمة بئر مؤنثة، يقول المولى عز وجل “فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد”. فأنّثَ النعت “معطلة” وفي ذلك دليل كاف على أن كلمة “بئر” مؤنثة لا مذكرة.
فالصواب إذن في العبارتين السابقتين أن تقول: “هذه بئر عميقة” و “نشرب من تلك البئر العذبة”.
وفوق كل ذي علم عليم!
وللحديث صلة….
عبد الحق العاني