قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والثمانون
إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)
قل: أصبت مشفَرَ البعير
ولا تقل: أصبت شفة البعير
ونأخذ مما كتبه ثعلب في “باب من الفرق” ما يلي: “تقول: هي الشَّفَة من الإنسان، ومن ذوات الخُفِّ: المِشْفَر، ومن ذوات الحافر: الجَحْفَلَة، ومن ذوات الظِّلف: المِقَمَّة والمِرَمَّة، ومن الخنزير: الفِنْطيسة، ومن السباع: الخَطْمُ والخُرطوم، ومن ذوي الجناح غير الصائد: المِنقَار، ومن الصائد: المِنْسَر.
وهو الظُّفْر من الإنسان، ومن ذي الخُفِّ: المَنسِم، ومن ذي الحافر: الحافر، ومن ذي الظلف: الظُّلف، ومن السباع والصائد من الطير: المِخْلَب، ومن الطير غير الصائد والكلاب ونحوها: البُرثُن، ويجوز البُرثنُ في السباع كلها.
وهو الثَّدي من الإنسان، ومن ذوات الخُفِّ: الأخلافُ والواحد خِلْف، ومن ذوات الحافر والسباع: الأطْباءُ والواحد طُبي بالضم ويقال بالكسر (أيضاً)، ومن ذوات الظلف: الضرع.
ويقال: مات الإنسان، ونفقت الدابة، وتَنَبَّلَ البعير إذا مات. وقال ابن الأعرابي: تَنَبَّلَ الإنسان وغيره إذا مات.”انتهى
وربما جاءت الكلمة العامية والمستعملة اليوم “تَنْبل” في وصف الإنسان الكسول وغير المنتج من هذا الأصل!