إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم.
(م ج)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)
قل: أطلقت القوات اليمنية صاروخاً فضائياً
ولا تقل: أطلقت القوات اليمنية صاروخاً باليستياً
ما تنفك وسائل الاعلام تتحدث عن استعمال صوارخ باليستية وهي النقل العربي للكلمة الإنكليزية (Ballistic). وهي ولا شك تفترض ان المستمع أو المشاهد العربي يفهم بالفطرة معنى الصاروخ الباليستي لأن الكلمة عربية أصيلة لها جذر أو مصدر اشتقت منه. لكني أكاد أجزم أن أكثر مستعملي الكلمة من الاعلاميين العرب لا يعرفون حقاً معناها. فمن أين جاءت الكلمة وما الذي تعنيه؟
فأصل الكلمة ليس انكليزيا لأن اللغة الإنكليزية ليست لغة اشتقاقية بل هي مزيج من اللاتيني والألماني والانكليزي القديم وقليل من الاسكندنافي. لذا فحين يحتاج الانكليزي لكلمة جديدة تعبر عن استعمال أو مخترع جديد فانه يلجأ عادة للغة اللاتينية الإشتقاقية والتي بدورها أخذت كثيرا عن اللغة الإغريقية.
وقد دخلت الكلمة الإستعمال في اللغة الانكليزية في القرن الثامن عشر باستعارة الكلمة اللاتينية “بالستا” والتي كانت تعني “المنجنيق”، وهي بدورها أي “بالستا” مأخوذة عن الاغريقية “بالين” والتي تعني “أن ترمي”. فكان الهدف هو إيجاد كلمة تعني الرماية بارتفاعات شاهقة مع دقة في الإصابة.
أما ما تعنيه في يومنا هذا فهو وصف حركة الشيء من قذيفة أو جسم بعد توقف المحرك فيه، حيث يخضع الشيء المتحرك في مساره لحركة يحكمها زخمه الذاتي المكتسب والقوى الخارجية من جاذبية ومقاومة الهواء له. (المزيد…)