إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)
قل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشٌّرْطَة
ولا تقل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشَّرِطَة
حيث إني لم أعد أطيق سماع الفحش في عربية الإعلام المتخلف والأمي والمدعي العربية فقد عدلت عن سماع الخبر الى قراءته ذلك لأن اللحن في تصريف الكلمة لا يظهر في الكتابة كما يفعل في النطق.
لكني لا بد لي من وقت لآخر أن أسمع شيئاً.. وحدث ظهر اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك أني كنت اشاهد قناة الفضائية السورية فاذا بالمذيعة وهي تؤكد عشر مرات في موجز الأخبار على ان وزير الداخلية ألقى كلمة في منتسبي جهاز “الشَّرِطَة” مع الإهتمام بان المشاهد لا تفوته أهمية فتح “الشين”. وليس ذنب المذيعة الجاهلة، وما أكثرهن، جهلها بالعربية فذلك مبلغها من العلم. لكن الذنب كل الذنب يقع على من استخدمها لتذيع بين الناس على الفضاء ومن جمهورية سورية التي تعتز بعروبتها هذا القبيح من الكلام…. لكن ذلك المسؤول نفسه قد لا يكون أكثر علماً، وكان الله في عون العربية!
فلم تعرف العرب كلمة “شَرِطَة” (بفتح السين) كما أصرت مذيعة الفضائية السورية رغم أنها كانت تردد لفظة “شُرطي” بضم الشين لكنها ما تلبث أن تلوي لسانها لتأكد سلامة “الشَّرِطَة”.
فجاء في لسان العرب:
“وأَشْرَط فلان نفسَه لكذا وكذا: أَعْلَمها له وأَعَدَّها؛ ومنه سمي الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفُون بها، الواحد شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ؛ قال ابن أَحمر: فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عليها، وكان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا والشُّرْطةُ في السُّلْطان: من العلامة والإِعْدادِ…… ورجل شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ: منسوب إِلى الشُّرطةِ، والجمع شُرَطٌ، سموا بذلك لأَنهم أَعَدُّوا لذلك وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات، وقيل: هم أَول كتيبة تشهد الحرب وتتهيأُ للموت.
وأَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها التي هي دون مُعْظَمِها وقِيامِها.والشَّرَطانِ نَجْمانِ من الحَمَلِ يقال لهما قَرْنا الحملِ، وهما أَوَّل نجم من الرَّبيع، ومن ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر يقع أَشْراطَه ويقال لهما الأَشْراط….. قال ابن بري: الشَّرَطانِ تثنية شَرَطٍ وكذلك الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ؛ قال: والنسبُ إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ …… قال: وكذلك النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ.”
أما صاحب القاموس فقد كتب: “والشُّرْطَةُ، بالضم: ما اشْتَرَطْتَ، يقالُ: خُذْ شُرْطَتَكَ، وواحِدُ الشُّرَطِ، كصُرَدٍ، وهُمْ أولُ كَتِيبَةٍ تَشْهَدُ الحَرْبَ، وتَتَهَيَّأ للمَوْتِ، وطائِفَةٌ من أعوانِ الوُلاَةِ …. وهو شُرَطِيٌّ، كتُرْكِيٍّ وجُهَنِيٍّ، سُمُّوا بذلك، لأَنَّهُمْ أعْلَمُوا أنْفُسَهم بعَلاَماتٍ يُعْرَفُونَ بها. وشَرِطَ، كسَمِعَ: وَقَع في أمْرٍ عَظيمٍ.”
وهكذا يتبين لنا أن العرب لم تستعمل اللفظ القبيح “شَرِطة” بهذا المعني أو بأي معنى آخر.
قل: هي الأُضْحِيَّةُ
ولا تقل: هي الضَّحِيَّةُ
وكتب الكسائي: “وتقول هي الأُضحِيَّةُ ولا يقال الضَّحيَّة وقد جاءت الأضحى، قال بعض الأعراب:
يا قاسِمَ الخيراتِ يا مأوى الكَرَمْ
قد جاءَت الأضحى وما لي من غَنَمْ
وكذلك هي: الأُرجوحة والأُرجوزة والأنبوبة والأحدوثة، ولا تقل حُدّوُثَة، قال:
لا تكونوا قَومَنَا أُحدوثَةً كَبَني طَسْمٍ وكالحيِّ إرَمْ
وكذلك أُعجوبة أيضاً.”
قل: اشتريت زَوْجَيْ نِعالِ ومِقراضيْنِ ومِقصّين
ولا تقل: اشتريت زَوْجَ نعال ومِقراضاً ومِقصّاً
وكتب إبن قتيبة: “يقال “اشتريت زَوْجَيْ نِعالِ” ولا يقال زَوْجَ نعال؛ لأن الزوج ها هنا الفرد، ويقال “اشتريت مِقراضيْنِ” و “مِقصّين” و “جَلمَيْن” ولا يقال مِقراض ولا مِقصّ ولا جَلَم، ويقال “هما أخَوان تَوأمان” و “جاءت المرأة بتَوْأَميْن” ولا يقال تَوأم؛ إنما التوأم أحدهما.”
وجاء في ملحق مفردات أوهام الخواص “ويقولون: أنجبت زوجة فلان توأما فيغلطون، ذلك أن التوأم هو كل جنين ولد مع غيره من بطن واحد، في الإنسان كما في الحيوان، سواء أكانا اثنين أو أكثر، والجمع توائم وتؤام. فإن كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى، قيل: هذا توأم تلك، وتلك توأمة هذا، فهما معا توأمان.
والشاهد على التذكير قول عنترة:
بطل كأن ثيابه في سرحة ** يحذى نعال السبت ليس بتوأم
وشاهد التأنيث قول الأخطل بن ربيعة:
وليلة ذي نصب بتها ** على ظهر توأمة ناحلة
أما شاهد الجمع على توائم، فقول المرقش:
يحلين ياقوتا وشذرا وصيعة ** وجزعاً ظفارياً ودراً توائما
وشاهد الجمع على تؤام ما أنشده ابن سيدة من قول الشاعر:
قالت لنا ودمعها تؤام ** على الذين ارتحلوا السلام”
(شرح معاني الكلمات:والسرحة، بفتح السين، وسكون الراء المهملتين فحاء مهملة: واحدة السرْح، وهو الشجر العظيم العالي. السبت: جلود البقر. ولا تقول للجلد سِبت حتى يصير حذاء).
قل: سَمِعنا الأذان
ولا تقل: سَمِعنا الآذان
كتب الزبيدي: “يقولون سمعنا الآذان، وقد أَذَّنَ الأولى، وأَذَّن العصر. وذلك كله خطأ، والصواب “الأذان” على وزن (فَعال) وقد أُذَّن بالأولى وبالعصر، قال الفرزذق:
وحتَّى عَلا في سُور كُلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادي فَوقَها بِأذان
وفيه لغة أخرى، يقال “الأذِين”، وأنشدنا أحمد بن سعيد، قال أنشدنا الشيرزي لجرير يهجو الأخطل:
هَل تَشْهدون من المَشاعِر مَشْعَراً أو تَسْمعون لدى الصّلاة أذِينا”
قل: أَذَّن المؤذن بالعصر
ولا تقل: أَذَّن العصرُ
وكتب عبد الهادي بوطالب: الصواب أَذَّن المؤذن بالعصر، أو بالعشاء (أو بفعل المجهول أُذّن بالعصر، أو بالعشاء). وأَذَّن تفيد أَعْلَمَ بالشيء فالأذان هو الإعلامبالصلاة. لذلك تأتي الباء بعد فعل أَذَّن.
ويستعمل بدل أَذّن أو أُذِّن فعل نادى أو نودِي فنقول نادى المؤذن. ونقول عندئذ للصلاة، وليس بالصلاة. لأن النداء يكون لشيء وليس به. وفي القرآن الكريم: “يا أيها الذين آمنوا إذا نُودي للصلاة من يوم الجمعة فاسْعَوا إلى ذكر الله”.
قل: هو ابن عمي لَحَّا
ولا تقل: هو ابن عمي لَحَا(بتخفيف الحاء)
كتب الزبيدي: “يقولون هو ابن عمي لَحَا بالتخفيف والصواب هو ابن عمي لَحَّا بالتشديد. وهذا ابن عَمٍّ لّحٍّ في النكرة. وكذلك تقول في المؤنث والتثنية والجمع بمنزلة الرجل الواحد، وهو من قولهم لَحِحَت عينُه إذا التصق جفناها.”
قل: لقيتهما في الطريق
ولا تقل: لقيتهما اثنتيهما في الطريق
وكتب الحريري: “ويقولون: لقيتهما اثنتيهما مقايسة على قولهم: لقيتهم ثلاثتهم، فيوهمون في الكلام والمقايسة وهمين، ويختل عليهم الفرق بين الكلامين، وذلك أن العرب تقول في الاثنين: لقيتهما من غير أن تفسر الضمير، فإن أرادت أن تخبر عن إفرادهما باللقاء قلت: لقيتهما وحدهما.
وتقول في الجميع: لقيتهم ثلاثتهم ورأيتهم خمستهم وما أشبه ذلك، فتفسر الضمير. والفرق بين الموضعين أن الضمير في قولك: لقيتهما ضمير مثنى، والمثنى لا تختلف عدته، ولا تلتبس حقيقته، فاستغني عن تفسير يبينه، والضمير في قولك: لقيتهم ضمير جمع والجمع مبهم غير محصور العدة لاشتماله على الثلاثة، وعلى مالا يحصى كثرة، فلو لم يفسره المخبر عنه بما يبين عدته، ويزيل الإبهام عنه لما عرف السامع حقيقته، ولا علم كميته.
وحكى أبو علي الفارسي أن مروان بن سعيد المهلبي سأل أبا الحسن الأخفش عن قوله عز وجل: “فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك”: ما الفائدة في هذا الخبر فقال: أفاد العدد المجرد من الصفة، وأراد مروان بسؤاله أن الألف في كانتا تفيد الاثنتين، فلأي معنى فسر ضمير المثنى بالاثنتين، ونحن نعلم أنه لا يجوز أن يقال: فإن كانتا ثلاثاً، ولا أن يقال: فإن كانتا خمساً وأراد الأخفش بقوله إن الخبر أفاد العدد المجرد من الصفة، أي قد كان يجوز أن يقال: فإن كانتا صغيرتين فلهما كذا، أو كبيرتين فلهما كذا، أو صالحتين فلهما كذا، أو طالحتين فلهما كذا. فلما قال: “فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان”، أفاد الخبر أن فرض الثلثين للأختين تعلق بمجرد كونهما اثنتين على أيةصفة كانتا عليها من كبر أو صغر أو صلاح أو طلاح أو غنى أو فقر، فقد تحصل من الخبر فائدة لم تحصل من ضمير المثنى. ولعمري لقد أبدع مروان في استنباط سؤاله، وأحسن أبو الحسن في كشف إشكاله.”
قل: هم عشرون شخصاً
ولا تقل: هم عشرون نفراً
وكتب الحريري: “ويقولون: هم عشرون نفراً وثلاثون نفراً، فيوهمون فيه لأن النفر إنمايقع على الثلاثة من الرجال إلى العشرة، فيقال: هم ثلاثة نفر، وهؤلاء عشرة نفر، ولم يسمع عن العرب استعمال النفر فيما جاوز العشرة بحال. ومن كلامهم في الدعاء الذي لا يراد وقوعه بمن قصد به:
لا عد من نفره **
كما قال امرؤ القيس:
فهو لا تنمي رميته ** ما له لا عد من نفره
فظاهر كلامه أنه دعا عليه بالموت الذي به يخرج عن أن يعد من قومه، ومخرج هذا القول مخرج المدح له والإعجاب بما بدا منه لأنه وصفه بسداد الرماية وإصماء الرمية، وهو معنى قوله: لا تنمي رميته لأنهم قالوا في الصيد: رماه فأصماه، إذا قتله مكانه، ورماه فأنماه، إذا غاب عن عينيه ثم وجده ميتا.
وفي الحديث: إن رجلا أتاه صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرمي الصيد فأصمي وأنمي، فقال له: ما أصميت فكل، وما أنميت فلا تأكل، وإنما نهاه عن أكل ما أنماه لجواز أن يكون مات من غير مرماه.
ونظير قولهم: لا عد من نفره قولهم للشاعر المفلق: قاتله الله وللفارس المحرب: لا أب له، وعلى هذا فسر أكثرهم قوله صلى الله عليه وسلم لمن استشاره في النكاح: عليك بذات الدين تربت يداك، وإلى هذا المعنى أشار القائل بقوله:
أسب إذا أجدت القول ظلما ** كذاك يقال للرجل المجيد
يعني أنه يقال له عند إجادته واستحسان براعته: قاتله الله، فما أشعره ولا أب له فما أمهره وعند أكثر أهل اللغة أن الرهط بمعنى النفر في أنه لا يتجاوز العشرة كما جاء في القرآن: “وكان في المدينة تسعة رهط” إلا أن الرهط يرجعون إلى أب واحد بخلاف النفر، وإنما أضيف العدد إلى النفر والرهط، لأنهما اسمان للجماعة فكان تقدير قوله تعالى: “تسعة رهط ” أي تسعة رجال، ولو كان بمعنى الواحد لما جازت الإضافة إليه، كما لا يقال: تسعة رجل.وذكر ابن فارس في كتابه المجمل أن الرهط يقال إلى الأربعين كالعصبة.”
قل: هم رجال أكْفاء
ولا تقل: هم رجال أكِفّاء
وكتب عبد الهادي بوطالب: ويتردد على بعض الألسنة جمع لفظ كُفْء على أكِفّاء. والصواب أَكْفاء (بسكون الكاف). والكُفء هو المماثل لغيره. وفي القرآن الكريم: “ولم يكن له كُفُؤا أحد”. وهو في الآية بضم الفاء لكن تُسكَّن فاؤه كما تُضَم. والكفاءة تعني المقدرة. ونقول:” خبير ذو كفاءة”. ونقول: “يجب إسناد الوظائف إلى ذوي الكفاءات”.
ويحسن التفريق بين الكَفاءة والكِفاية. والبعض لا يفرق بينهما. والكِفاية مصدر كفى يكفي. ونقول “ما قاله فيه كفاية” وجاء في القرآنلفظ كفى دائما بمعنى الكفاية من ذلك قوله تعالى:” فَسَيكْفيكهم الله” وقوله:”وكَفَى بالله حسيبا”. وقوله: “أليس الله بكافٍ عبدَه”.
ومنشأ الخطأُ في استعمال أكِفّاء هو وجود هذا الوزن (أَفْعِلاء) في كلمات أخرى، كأغْنِياء، وأحِبَّاء، وأَصْفِياء، وأَصْدِقاء. لكن جمع أفْعِلاء يأتي لجمع فعيل:( غَنيّ، حَبيب، صَفيّ، صديق) ومن يَجْهَلْ هذه القاعدة يَقَعْ في الالتباس الذي يترتب عليه الخطأ.
وأضاف خالد العبري على ما كتبه ابو طالب فكتب: “نقول في الدلالة على الشخص القادر على تصريف الأمور وكذلك في الدلالة على النظر والمساوي لشيء ما: كُفءٌ وهذا صواب وفي الجمع أكِفّاء بكسر الكاف وتشديد الفاء وفتحها وهذا خطأ. والصواب: أكْفاء بتسكين الكاف وفتح الفاء من غير تشديد، لأن “أِكِفّاء” المشددة جمع لكفيف وهو الأعمى.
يقول ابن منظور في اللسان بعد الحديث عن المعاني التي تفيدها كلمة “كُفء”: “وفلانٌ كُفْءُ فلانةٍ إذا كان يصلح لها بعلاًن والجمعُ في كل ذلك: أكْفاءُ”.
…..
ويقول النابغة الشيباني (من الوافر):
من الشعراء أكْفَاءٌ فُحولُ وفَرّاثون إن نطقوا أساؤا”
قل: هو كافٍ لهذا الأمر
ولا تقل: هو كُفؤ لهذا الأمر
وكتب اليازجي: “ومن الأخطاء الشائعة قولهم: هو كُفؤ لهذا الأمر أي أهل للقيام به، وهو ذو كفاءة أي مقدرة، والكفؤ في اللغة هو النظير، ومنه قوله تعالى: ولم يكن له كفوًا أحد، أي لا نظير له وجمعه أكفاء، وإنما يقال: هو كافٍ لهذا الأمر وكَفِيٌّ به أي ينهض به والمصدر: الكفاية، وجمع كاف: كُفاة.”
قل: هذا الأمر يحدوني إلى كذا
ولا تقل: هذا الأمر يحدو بي إلى كذا
وكتب اليازجي: “ويقولون هذا الأمر يحدو بي إلى كذا أي يسوقني اليه فيعدون الفعل الى الشخص بالباء والى الأمر بإلى والصواب تعديته الى الأول بنفسه لأن أصله من حدو الإبل وهو سوقها بالغناء والمسموع في الثاني أن يعدي الفعل اليه بعلى ذهاباً الى تضمينه معنى حمل كما يقال حثه على كذا وإن كان المعنى يحتمل الحرفين جميعاً.”
قل: حداني الأمر على العمل يحدوني عليه حدواً
ولا تقل: حدا بي الأمر الى العمل
وكتب مصطفى جواد: “لأن معنى “حداني عليه” هو حملني عليه وبعثني عليه، أما حدا بي فمعناه غنّى لي غِناء الحداء وهذا هو أصل الحدو، ثم استعمل لغير ذلك على سبيل المجاز فصار حداني على الأمر يحدوني عليه حدواً. قال الزمخشري في أساس البلاغة يقال: “حذا الإبل حدواً وحدا بها حُداءاً إذا غنى لها، ومن المجاز حدوته على كذا أي بعثته”. وقال الفيومي في المصباح المنير “حّدوت بالإبل أحدو حدواً: أي حثثتها على السّير بالحُداء… وهو الغناء لها وحدوته على كذا: بعثته عليه”، يعني حملته عليه.”
قل: له في هذا الأمر باع طويل
ولا تقل: له في هذا الأمر باع طولى
وكتب اليازجي:”ويقولون له في هذا الأمر باع طولى فيؤنثون الباع وهو مذكر”.
وفوق كل ذي علم عليم!
وللحديث صلة….
عبد الحق العاني
29 أيلول 2015